بلا شك المهتم بالأدب، أو حتى مجال السينمائي سمع عن رواية "كبرياء وتحامل" التي حولت لفيلم شهير سنة 2005، ولا تزال الرواية تناقش إلى عصرنا مفاهيم عديدة اجتماعية تندرج في فلك موضوع هام، ألا وهو "الزواج"..
الرواية نشرت سنة 1813، وتدور أحداثها حول عائلة إقطاعية لهم العديد من البنات، تسعى الأم لأجل تزويج بناتها في إطار أن زواج الفتاة من رجل جيد غاية سامية في الحياة، ونجاح لا يضاهى.. وهكذا تلتقي إليزابيث ابنتها في حفل راقص، مع دارسي رجل ثري يمتلك أراضي واسعة في المقاطعة، وأعزب يشكل هدفا مغريا لفتيات الحفلات، إلا أن إليزابيث الحكيمة لا تنظر له بنظرة سطحية، بل تراه رجلا مغرورا معتدا بنفسه وكأن محور الكون يدور حوله، وبين العديد من التجذابات تبدأ لعبة الكبرياء والتحامل بينهما.. طرحت جين أوستن المشاعر المعقدة للرجال والنساء في حالات التعارف والإعجاب، وكيف يمكن أن ينشأ سوء الفهم بدون سبب وينهي قصصا كانت قد تكون أفضل.
تناقش الرواية مفهوم اختيار الزواج، وهو المسألة التي لم تكن آنذاك، سواء للنساء بل وحتى الرجال، إذ أن الثراء والسمعة والطبقية كلها أساسيات تناقش باستفاضة وتحدد خيار الوالدين أو الأوصياء بالزاوج، وما للرجل أو المرأة إلا القبول والخنوع في أطار مصلحة الجميع، وإن كان هذا عن حب..
لكن نلاحظ شخصية اليزابيث حين ستيقدم لها شخص آخر، وترى والدتها أنه خيار صحيح وعليها أن تمضي في الزواج، لتهرب اليزابيث وترفض حرفيا "لا" وفوق هذا يدعمها والدها بحكمة على اختيارها لا فقط لاندفاع وحسب..
حين نشرت الرواية سنة 1813 شكلت قفزة نوعية في مفاهيم اختيار الزواج، ووسعت مدارك الشباب حول مدى فداحة سوء الاختيار لاعتبارات مجتمعية ولو دون توافق، للتتبوأ هذه الرواية مكانة كبيرة إلى عصرنا..
قرأت الرواية، وأعدت مشاهدة الفيلم، وأستغرب فعلا لكيفية استمرار بعض المفاهيم المجتمعية في اختيار الزواج إلى يومنا هذا بالرغم من كل التطور الذي وصلنا إليه.. فإلى ماذا يرجع هذا؟
التعليقات