في السنوات الأخيرة ظهرت على الساحة القرائية عدة روايات ذات طابع تاريخي تناقش كل منها حقبة تاريخية ما لم يُسبق أن سلط الضوء عليها من قبل بشكل روائي على الأقل ...
على سبيل المثال لفتت نظري رواية المغولي الأخير، والتي تمت ترجمتها ونشرها في معرض كتاب 2022، وسبقها أعمال الكاتب الشاب إبراهيم أحمد عيسى والذي كتب في هذا المجال -التاريخي - عدة روايات كـ (ابق حيًا - بابر) وغيرهما من أعمال مختلفة.
وبهذه الطريقة استطاع هؤلاء الكتاب دفع القراء المبتدأين والشباب الغير مطلعين على التاريخ، ولا يحبون قراءة الكتب التاريخية إلى التعرف على بعض هذه الحقب التاريخية، وهو ما قد يدفع بمجموعة من هؤلاء الشباب بعد الانتهاء من احدى الروايات إلى البحث عن هذه الحقبة أكثر، وقراءة ما سُجل في كتب التاريخ عنها ... الخ.
بالتأكيد لا يُمكن اغفال أن هذه الروايات بعضها قد لا يكون مستندًا إلى قصة حقيقية، بل هو خلق لأحداث من خيال القارئ، وخلق شخصيات من وحيه ثم الدفع بهم للعيش في هذه الحقبة، واستعراض ما اشتهرت به من أحداث وأهوال ....الخ من خلال هذه الشخصيات. مثال على هذا رواية (ابق حيًا) والتي ناقشت الشدة المستنصرية، والمجاعة التي وقعت في مصر لمدة 7 سنوات، حتى وصل الحال ببعض الناس إلى تناول لحوم البشر.
وهذا يجعلني أطرح تساؤل مهم. هل الاعتماد على قراءة الروايات التاريخية كافٍ للتعرف على هذا التاريخ؟ وخاصة إن لم يعمد القارئ إلى البحث بشكل أكثر توسعًا للتعرف على ما كان حقيقيًا في الرواية، وما كان من خيال القارئ. أم أن الأمر يُشبه المسلسلات التاريخية التي لا تُعتبر مصدر موثوق للتعرف على التاريخ؟
من رأيي أن الأمر يعتمد في المقام الأول على القصة، أو الحقبة التاريخية التي ناقشها الكاتب، فإن كانت حقبة غير شائع التحدث عنها، صادمة في كثير من أحداثها، تحمل الكثير والكثير من الألغاز والحقائق والوقائع المثيرة والتي لا يعرفها سوى قلة ممن يقرأون بالفعل كتب التاريخ، فهذا قد يدفع بالقارئ بنسبة أكبر إلى البحث والتعمق حولها، على عكس إن كانت حقبة متعارف عليها، أو شائع الحديث عنها وتداول المعلومات بكثرة، مما قد يجعل القارئ مطلع على بعض الأحداث، ومن ثم يشعر بعدم حاجته للبحث أكثر والتعرف أكثر.
أيضًا ربما قد يُفيد أن يُصرح الكاتب عن المصادر التي اعتمد عليها في بناء روايته من كتب وغيرها، اضافة إلى وضع قائمة ترشيحات في نهاية الكتاب لمصادر أخرى ستفيد القارئ وتبين الصورة له بشكل أوضح وأعمق، كل هذا قد يدفع بالقارئ إلى هذا الطريق.
في الواقع أشعر بأن الرواية التاريخية ورغم قوتها، وقوة ما تناقشه لا تُغني تمامًا عن قراءة الكتب التاريخية. وإن كانت قد تُقدم جوانب معينة من هذه الحقبة كالجوانب الإنسانية التي لا تستوفيها الكتب بالشكل الأمثل.
وأنت ما رأيك في الروايات التاريخية؟ وهل قرأت احداها من قبل؟ وما تقييمك لها؟
التعليقات