لقد قام نورم برودسكي بكتابة كتاب يعتبر من وجهة نظري من أهم الكتب التي تحدث عن المشاريع الريادية وإدارتها وسأتحدث في هذا المقال عن موضوع بالغ الأهمية وهو نجاح مشروعي الريادي

النجاح دائما لا يكون صدفة أو ضربة حظ، هناك قوانين للنجاح التي يجب معرفتها والدراية بها لكي ينجح الفرد في العمل، إن أهم الأمور في نجاح المشروع الريادي، أو غيره من المشاريع هو توفر وكتابة وتخطيط خطة عمل واضحة، فخطة العمل تجعلنا قادرين على فهم عملنا وتسهيله وتقسيمه إلى أجزاء صغيرة، وتضمن أيضا وجود مبلغ تقديري تقريبي للمطلوب في كل خطوة

فمثلا أود افتتاح مشروع ريادي يهتم بالبيع عبر الانترنت، تكون خطة عملي قائمة على أساس ما هي السلع التي يمكن بيعها على الإنترنت؟، هل سيتوفر لدي خدمة توصيل؟، هل سأقوم بالتسويق على الأرض أم على وسائل التواصل الاجتماعي؟، كم سيكلفني كل هذا؟، كم أتوقع السعر للمستهلك بحيث يحقق لي الربح ولا يحقق للمستهلك الاستياء!

أما ثانيا وبعد اعداد خطة العمل فقد توفر لدينا الآن موازنة تقديرية لعملنا الريادي الجديد، وهنا يخطئ كثير من ريادي الأعمال، إذ علينا دائما أن نمتلك سيولة تقترب ل5 أضعاف التكاليف المكتوبة في خطة العمل، لماذا؟

لأن مشروعي حتما لن يحقق الربح المتوقع في أشهره الأولى، وسأضطر إلى حرق كثير من الأموال كتسويق لعملي الجديد بهدف جذب العملاء

هناك من يتوقع في الأشهر الأولى من مشروعه الريادي أنه إذا كان يبيع القطعة بدولار ويحقق ربحا شهريا 500 دولار إذا لو باع القطعة بدولارين سيحقق 1000 دولار ربح، أليس كذلك؟، بالتأكيد الإجابة لا، هنا لا يحسب رائد الأعمال الجديد أن السعر المنخفض يجذب المستهلك أكثر من العالي فمثلا لو كان بسعر دولار تبيع 500 قطعة حينما يصبح السعر دولارين قد لا تبيع أكثر من 100 قطعة أو 150 قطعة لأنه يجب أن لا ننسى وجود المنافسين والذي يجب أن أكون قد أخذته بعين الاعتبار في خطة العمل وإعداد الجدوى الاقتصادية التي هي جزء من خطة العمل، فأنا سأرفع السعر لدولارين لتحقيق ربح مضاعف ولكن نسيت أن لي منافس يبيع ذات السلعة القطعة بدولار ونصف، المستهلك لمن سيذهب؟!

ولهذا يجب دائما وضع أضعاف السيولة المطلوبة كسيولة في الشركة تستطيع التصرف بها كما تشاء فقد نتحمل تكاليف أكثر في مقابل جعل الزبون يشعر بالانتماء إلى علامتك التجارية

ومن النقاط المهمة قبل تأسيس مشروعي الريادي هو عدم وضع كل ما لدي في مكان واحد، أو كما نقول في أمثالنا الشعبية لا تضع بيضك كله في سلة واحدة، كيف ذلك؟، 

نعلم جميعا أن غالبية المشاريع الريادية الحديثة تغلق أبوابها في الأعوام الأولى، إذا لا ضمان للنجاح قد أخسر مالي الذي وضعته في المشروع، فالحل دائما أن أستمر في وظيفتي ومشروعي قائم، أعمل على الاثنين سويا وحينما يصبح مشروعي قادرا على أن سد حاجاتي ومنحي المال الذي يغطي حاجاتي أستقيل من وظيفتي وأذهب إليه لأنه أصبح بحاجتي، ولكن مهلا لا يجب علي أن أستمر فيه فقط، يجب أن اخلق بديلا لوظيفتي، أقوم بشراء العقارات، أقوم بشراء الأسهم، دائما يجب علي جعل خيار الإفلاس بعيدا كل البعد عني، اجعل المتوقع افلاس المشروع لا افلاسي أنا

وأنت عزيزي أفيدنا فيما تراه مهما أن يؤخذ بعين الاهتمام قبل بدأ المشروع الريادي؟