كم حاولت أن الصق أشياءً كثيرة في ذاكرتي ودائماً ما كانت تختفي كأنها لم تكن وينتهي بي المطاف مغادراً بدون أن أغلق الباب و باحثا عن نظارتي و أنا ارتديها، ولكن حينما اتوسل إلى عقلي لنسيان أمراً ما يقوم بإذلالي، في أسعد أوقات يومي أجد جزء من عقلي كأنه يتمرد على مضيفه و ويشد قوسه متفاخراً بموهبته في الرماية و يقذفني بسهمٍ رأسه هذا الأمر الذي أتسول نسيانه، أجلس وحدي في غرفتي اتأمل حال هذا العالم السطحي وفي عمق هذا الظلام أجد عقلي مرسلاً لي ظرفً يحتوي على هذا الأمر المراد نسيانه، ألجأ للنوم فهو الملاذ الوحيد لأمثالي و عجباه أنني الآن احلُم بحلمي المفضل وها هي فتاة أحلامي اعطتني قلبها المغلق بقفل مفتاحه قُبلة فرنسية، ومن المؤكد أنني امتلك المفتاح و أنا الآن افتح هذا القلب الذي هرمت من أجله و إذا بي أجد بداخله الأمر الذي كنت اهرب منه، تباً لتلك الحياة التي تُصر على نصب الفخاخ لي، إنه النسيان الشيء الذي يجعلني افكر بأنه خُلِق ليصبح عدواً لي، لا بالفعل هو أكثر من عدو.
النسيان أكثر من عدو
بشكل عام ليس جل الاشياء نتذكرها. هناك أشياء بسيطة قد ننساها بمجرد الخروج من مكان ما وهذا ما يذكرني ب ظاهرة تأثير المدخل أو doorway effect. حيث أن دماغ الانسان قد يقوم بحجب ذهني لبعض الاشياء. الذكريات المهمة قد تعلق في ذهننا لمدة طويلًة. دماغ الانسان بشكل عام يميل إلى تذكر كل شيء ايجابي..
ربما حسام لو تحكمت في الذكريات التي لديك قد تصبح الامور أفضل. فكل ذكرى سلبية يمكن حجبها من ذاكرتك وهذا يأتي من خلال تحكمك.
النسيان أمر لا إرادي، وعندما يصبح إرادي يصبح من الصعب تحقيقه!
سأوضح ذلك: مثلًا تكون شارد الذهن في العاشرة صباحًا تشرب قهوتك وأنت غارق في الأفكار وفجأة تتذكر أنك مكلّف بإنجاز عمل ما لمديرك وموعد التسليم كان اليوم في الثامنة صباحًا! هنا يكون النسيان لا إرادي ولا دخل للمشاعر فيه، ولكن إن تدخلت المشاعر في الذاكرة صَعُب الأمر علينا ..
في تلك اللحظة عندما نريد أن ننسى أمر ما نرى أننا لا نستطيع فعل ذلك، ونصبح نتمنى أن ننسى الأمر كما نسينا العمل الذي كُلفنا به، ولكن مع أننا نتمنى ذلك ولكننا لا نستطيع، لأن الذاكرة تعمل بشكل تلقائي والنسيان كذلك، فإذا تدخل العقل بالأمر وأصبح النسيان شيء إجباري فإن الذاكرة ترفض إتمام الأمر، ولهذا نجد أنفسنا عاجزين عن نسيان أمور محددة مع أننا نعاني من نسيان الأمور المهمة كثيرًا.
التعليقات