تعرفت مؤخرًا على الكاتب إسماعيل عرفة وكتابه الهشاشة النفسية. في هذا الكتاب يحدثنا الكاتب عن الكثير من المشاكل التي سببتها الهشاشة المتزايدة للجيل الحالي

ويقول أننا بسبب تلك الهشاشة أكثر ضعفًا في مواجهة الانتقاد والتنمر ومثل هذه المشاكل. بالتأكيد هذا لا يأتي من فراغ بل نتيجة أننا نعرض أجزاء منا على مواقع التواصل ونتنظر تعليقات الأخرين وأننا أيضًا قد أصبحنا مهتمين بدرجة أكبر ليس فقط بآراء من حولنا بل بآراء الكثيرين في الشبكة الواسعة. هل مررتم بهذا؟

الكاتب يرى أننا أيضًا نعظم مشاعرنا ونضخم الأمور الصغيرة ونجعل أحكامنا نهائية بدون تفكير كبير بها. وهذا عاديّ أيضًا في عصر السرعة حيث هناك دائمًا عنوان جديد لافت للانتباه وخبر جديد مفجع ومصطلحات غريبة تخرج لنا لتخبرنا عن ظواهر ربما لم نلاحظها قبلًا.

نحن أيضًا نتجنب ما يؤذينا بالكلية مما يجعلنا في النهاية أقل خبرة وأكثر ضعفًا وبنسبة قليلة من المجازفة. ليس هذا فقط بل نشعر أن كل النقد هو هجوم علينا ولا نستطيع أن نتقبل النقد أو المشاعر السلبية بشكل عام بل نسعى دائمًا لإحاطة نفسنا بهالة من الحماية تمنعنا من التجربة والتعلم حتى قام الكاتب بتسمية الجيل الحالي جيل رقائق الثلج.

ولكن أهم ما تكلم عنه الكاتب هو أن أغلب المصطلحات قد صارت فضفاضة جدًا وبلا معنى في الواقع. مصطلحات مثل التنمر مثلًا والعلاقات السامة قد كثر استخدامها حتى صارت بدون مدلول وأصبحنا نعتبر كل ما نمر به تنمرًا. فمثلًا هل الشخص المتعرض للتنمر هو من يحدد تعريفه فقط؟

وإذًا بعدما عرفتم عن الموضوع وبعض أسبابه من وجهة نظر الكاتب هل ترون أن الانترنت ومواقع التواصل قد أثرت في وصولنا إلى هذا الموقف؟