من قال إنّ الصّور لا رائحةَ لها؟ انظر إلى صورتك وأنت صغير، ستشمُّ رائحتك القديمة، وسينبتُ الريحان في دروب ذاكرتك لثوانٍ، أما صورتك وأنت شاب قوي، ستفوح منها رائحة عزة النفس التي ولدت معك وستنتشي فرحاً وأنت تقلب ذكرياتك فيها، أما إن شاهدت نفسك بلباسٍ يغزوه الغبار وحُطام الأبنية ملطخاً بدماء إخوتك، فلن ينبعث منها سوى رائحة ذلٍ وقهر وهوان، ستحاول جاهداً تمزيق هذه الذكريات ولن تستطيع، فهي حيةٌ فيك ما دمت حياً.
تتمة القصة مع قصص أخرى تجدونها في كتاب #تحت_خط_البشر
متوفر عبر الرابط في مكتبة فولة بوك
انظر إلى صورتك وأنت صغير، ستشمُّ رائحتك القديمة، وسينبتُ الريحان في دروب ذاكرتك لثوانٍ،..
أحسنت رسم الصورة مصطفى...
وكما أن الصور تستدعي الروائح، فكذلك يمكن للروائح أن تستدعي الصور هي الأخرى، فأعتقد أن حضور أحد أركان الذكرى كثيرا ما يكفل حضور بقية أركانها.
لكل شيء بُعدٌ آخر .. سواء فطِنّاه أم لم نفعل ، كما أن للصور روائح ، فلها أصوات أيضاً و لها مذاق ربما .. للذكريات قدرة على إعادة اللحظة كما هي في أذهاننا فتزورنا بحلتها الأولى و تفاصيلها أيضاً ، تذكرني تلك الصورة بصوت قهقهات الأحبة و مذاق شاي الصباح و رائحة المطر ، هي هكذا عندما تحل علينا .. ذات وقع عميق !
تقول رضوى عاشور في رائعتها ثلاثية غرناطة : “لكل شئ في هذه الدنيا علامة قد لا يفهمها الإنسان أبداً، وقد يفهمها بعد حين.”
جميل وأوافقك المعنى. أليس كل ما يتعلق في ذواتنا هو عبارة عن صور؟ يمكنك أن تستدعي حياة كاملة في صورة، الصورة في رأيي أبلغ من الصوت ومن اللغة، فيها كثافة دلالية وطاقة تعبيرية غير متناهية، ومتمردة عن كل منطق. أتمنى لك صور أخرى.
التعليقات