ما أسوأ كتاب أو رواية قرأتها؟

كتاب أشياء غريبة التي يقولها الزبائن في متاجر الكتب

لأنه لم يضحكني كما توقعت ولم أستفد منه شيئا..

لا أعتقد أنني أذكر كتاب ندمت على قراءته...

فدائما ما أنظر إلى فهرس محتويات الكتاب بالبداية، وإن لم يعجبني لا أخوض فيه.. حتى وإن بدأت بالقراءة ولم أجده مفيدا فأتركه دون تردد.

ولذلك لا تبقى معلومات حول هذه النوعية من الكتب بذاكرتي.

هناك بعض الكتب والروايات التي تنجذب لعنوانها ولكن بعد قراءتها تشعر أنك هدرت وقتك في القراءة

ربما ركاكة الألفاظ أو عدم تسلسل الأحداث ، وعدم توافر عنصر التشويق والإثارة .

وانا لست أذكر تحديدا سوى رواية أجنبية مترجمة للعربية اسمها ( القضية ) ولم تعجبني احداثها ولا اسلوبها

ما زلتُ مصرًّا على رأيي كلما سألني أحد عن أسوأ كتابٍ قرأته، حيث أنني لا أرى أي وازع يدفعني إلى التعبير عن مدى سوء كتاب مهما كان قليل الجودة، وسوف أذكر ما أذكره في كل مرة حول فكرة الكاتب الراحل عباس محمود العقاد، حيث يتبنى الكاتب رأيًا خاصًا بأن القراءة دائمًا تفين، حتى وإن كان المحتوى تافهًا فهي في هذه الحالة تعلمنا كيف يكون المحتوى تافهًا وكيف يفكر أصحابه. لا يوجد كتاب سيء، حيث أن الكتاب هو مرآة للأشخاص ولرؤيتهم للعالم، ورؤية الأشخاص للحياة من حولهم لا يمكن اعتبارها سيئة، يمكن فقط اعتبارها غير محببة لنا.

لا أعتقد أنني قرأت كتاباً سيئاً من قبل -عدا كتب الرياضيات- ، فأنا لست ممن يقتنون كتاباً لمجرد أن العنوان جاذب ، بل أقوم بتفحصه ، قراءة الفهرس ، المقدمة ، وصف الكتاب و مراجعاته ، كما أنني أفتح صفحة عشوائية به حتى أرى الأسلوب ، و لذلك لا أقرأ كتاباً إلا عندما أتأكد أنه سيضيف إلي فائدة ، و بشكل عام .. الكتب لا بد أن تضيف لك شيئاً بعيداً عن مدى سوء الكتاب ، و لكن لا بد أنه قد خرجت بفائدة إن لم تكن معلومة جديدة ، ربما سيضيف لك الكتاب فائدة لغوية ، فتتعلم مصطلحات جديدة ، و يتحسن أسلوب كتابتك كون أن أغلب الكتب تمر بمرحلة التدقيق اللغوي قبل نشرها .

و لكن أستطيع القول أن هناك بعض الأمور المستحدثة في الروايات الآن و التي أتضايق منها بشدة و أجدها تقلل من قيمة الكتاب ، مثل إضافة بعض الكلمات و الجمل باللغة الإنجليزية إلى الحوارات عندما تكون الشخصيات المتحدثة عربية و لغة الكتاب أيضاً ، و حيث أنني أعارض و بشدة خلط العربية بالإنجليزية أثناء الكلام كدلالة على العصرية ، يضايقني بشدة تواجدها في الكتب التي ينبغي لها أن تمثل ثقافتنا الخاصة بالإضافة طبعاً إلى تكرار اللهجة العامية للكاتب بشكل كبير و مزعج للقارئ الذي ربما لا يتقن لهجة الكاتب ، فالقليل منها يفي بالغرض .

أغلبية الكتب على إختلاف طبيعتها، أعتبرها قد قدمت لي جزءا ولو قليلا ساهم في تعزيز لغتي وأسلوبي في الكتابة، عدا كتاب واحد فلسفي المميز في الفلسفة، لم أراه نافعا ولم ينفعني في شئ، بل العكس قد زاد من تشتتي في تفكير بعض الدروس رأيتها متافزيقية ولا تعبر عن الظواهر الإجتماعية التي نمر عليها.

لا أعتقد أنّ هناك كتبا تضيع وقت قارئها، لأنه سيستفيد في كل الأحوال فالكتاب الجيد يثري عقله ولغته، والكتاب الرديء يعلمه إن كان كاتبًا كيف تكون الكتب الرديئة، وإن كان قارئا سيعلمه كيف يميز ويختار الكتب التي تنفعه وتكون له إضافة جميلة في محصّلته المعرفية.

أنا شخصيًا حتى وإن قرأت كتابا وشعرت أنه غير مناسب أشكر نفسي على قراءته، وأرى أن التزامي بالقراءة وحده اضافة لي، ولا أذكر يومًا أنني ندمت لأنني أترك الكتاب إن لم أجد راحتي بين حروفه، ولست ممن يشجعون على إنهاء الكتب حتى جلدتها، أنا أرى أننا أحيانا قد ننتفع من مقدمة الكتاب وأحيانا من أحد فصوله، في تلك المرحلة وأحيانا حتى العنوان قد يكون ملهما ويفتّح مداركنا على أمور أخرى، وفي النهاية الكتب وجدت لتكون لنا خير جليس والجليس الطيب لا يلزم جليسه بالمكوث إن لم يكن مرتاحًا.