عند اقتراب من نهاية كل السنة، دائما ما نجد عشاق المطالعة متحمسين لوضع قائمة لأبرز الكتب التي سوف يقرؤونها خلال العام، البعض من يتحدى نفسه بقراءة معدل 3 كتب في الشهر وأخر يضخم الحجم ل100 كتاب في العام، لكن بالوصول لمنتصف العام يتلاشى ذلك الحماس تدريجيًا نظرا للانشغالات اليومية أو الظروف التي تأتي مفاجئة وأخرون كثيرًٍ التحجج بعدم وجود الوقت الكافي للقراءة.

لنعترف بأننا في بداية كل سنة نبحث عن المثالية في أنفسنا، أملين أن نجعل هذا العام أحسن من ذي قبله، لكن عند الوصول لثلثيه فقط نصطدم بحقيقتنا التي تتكاسل أحيانا والضغوط أحيانا أخرى، لنجعل بعدها سقف طموحاتنا محدودنا بما يتناسب مع قًدراتنا وظروفنا.

أتعلمون أين الخلل في كوننا قد ننفر ايامنا عن القراءة؟ المشكل أننا لم ننمي عادة المطالعة بشكل يجعلنا نحافظ عليها مهما كانت الظروف، تخيلوا لو كل واحد منا يقرأ بمعدل نصف ساعة قبل النوم واستقام على هذه العادة يوميا، كم من زاد معرفي سوف يكتسبه وكم من كتاب سوف يٌتمم قراءته؟

أتذكر ما قاله الشيخ معبد بأنه خصص عشر دقائق فقط من وقته قبل النوم للقراءة وبالمحافظة على هذه العادة استطاع أن يقرأ كتاب فتح الباري كاملا الذي يقع في خمس وعشرين مجلدا، وليس هو فقط بل حتى الشيخ موسى العازمي ذكر بأنه قرأ الكتب الحديث الستة كلها مع مسند الإمام أحمد فقط بين الأذان والإقامة.

لذلك برأي لا نحتاج أن نضخم عناوين الكتب لنملئ بها القائمة ونتركها جانبا، بل لابد أن نعمل على خلق عادةٍ تساعد على الاستمرار في المطالعة ولو بمعدل متوسط طالما أن المداومة الشيء أهم ولو قل.

من خلال إجراءٍ لتقييم هذا العام، وجدت بأن قراءاتي كانت ضئيلة ومقتصرة جدا في مواضيع أغلبيتها يصب في نطاق الأبحاث الأكاديمية وقد أهملت جانبا من الكتب ذات المنفعة الحياتية التي تهم المرأة خصوصا، لكن الشيء الذي نجحت فيه حقا هو تخفيض قراءاتي لروايات وهذا الأمر يمثل لي إنجازا حقا في جعل الكتب ذات المنفعة الفكرية أولوية مقارنة بالكتب القصصية التي تنمي جانبا من الحس الإبداعي.

وعليه من العٍبر المستفادة من هذه الحصيلة: أن أضع في القائمة خمس كتب فقط وعندما أتممها أضيف بعدها، لأن العقل يتحمس لإنهاء بسرعة ماتراه العين محدودا، أن أبحث عن النوعية، وأهتم أكثر بقراءاتي للكٌتاب ابناء وطني لمعرفتهم أكثر، وأجعل كتب صناعة المحتوى تقع ضمن اهتماماتي بعد الكتب الفكرية والبحثية.

وماذا عنكم يا اصداقاء، ما تقييمكم لهذا العام، هل إستطعتم المحافظة على عادة المطالعة بالرغم من الظروف التي واجهتكم؟