إنّ الإنسان متوحّشٌ في أعماقه، وربما هذا هو تركيبه البيولوجي، وما تمدّنه وحضارته إلا قشرةٌ رقيقة يتخفّى تحتها، فإذا ما ضرَبَته الحياة بقسوتها انقشعت عنه تلك القشرة وتكشّف جوهره الأسود من الهمجيّة والعنف.

وربّما كان جواب الملائكة لله تعالى بقولهم: ((أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ …)) دليلاً على معرفتهم بخبايا النفس البشرية وما جُبلت عليه من فسادٍ وهمجيّة.

تابع المقال: