تظنّ بعضُ النّسوة المتزوجات حديثاً، أنّ إحداهنّ عندما تُنجب مولودها الأوّل ستغمرها السعادة لدرجة أن تحمل صغيرها وتقفز به من فرط الفرح والسرور حتى يصطدم رأسها بالسقف، مهلاً.. الواقع غير ذلك..

تقولُ المُنجباتُ حديثاً أنهنّ وعُقيب ولادتهنّ داهَمَتهنّ كآبةٌ حادّة جعلت الحياة في أعينهنّ سوداء حالكة، وإذا لم تصدّقوا فاسألوا الجدّات وكبيرات السنّ اللواتي عايشن مثل هذه التجارب ويدركنَ ذلك، فيتحايلنَ على النّفساءِ بتخفيف وطء الكآبة عليها بأن يجلبنَ لها الصديقات العزيزات ليحففنَ بها حول السرير، يغنينَ لها ويرقصن ويزرعنَ البهجة في صدرها، بل يفعلنَ ما هو أكثر من ذلك، إنّهنّ يزيّنَّ فراشها الأبيض بالشرائط القرمزيّة والبالونات الملوّنة، ويقدمنَ لها الشوكلاتة المحشوّة بالكريمة، والحلوى والرز بحليب، ثمّ يوهمونها أنّ ما يفعلونه ما هو إلا ابتهاجٌ بالمولودِ الجديد والواقع أنهنّ ما فعلنَ ذلك إلا لدفع الكآبة التي تتربّص بها، والتي ستقلب عمّا قريبٍ حياتها رأساً على عقب.

تابع المقال : https://hussein-katerji.com...