الكتاب: الملك أوديب

الكاتب: توفيق الحكيم

الصنف: مسرحية تراجيدية

عدد الصفحات: 159

أولا، الملك أوديب هي تراجيديا يونانية مشهورة جدا كتبها سوفوكليس، و منها كون فرويد نظريته. توفيق الحكيم هنا أراد فقط إعادة كتابتها لتناسب ثقافتنا العربية و الإسلامية، محاولة منه مصالحة الأدب العربي بنظيره اليوناني. و قد حاول الكثير من الأدباء الكبار ذلك، أذكر منهم فولتير، و بلغ عددهم كما ذكر الحكيم 29 إلا أن توفيق الحكيم يُعتبر أول مسلم و عربي قام بذلك إن لم يكن الوحيد.

باختصار، أوديب هو ذلك الطفل الذي ولد لملكين، لكن نبوءة أحد الحكماء جعلتهم يتخلصون من ابنهم، طالبين من راع أن يقتله. هذا الأخير أشفق على الطفل و أعطاه لراع آخر حتى يربيه، الراع أعطاه لملكين من مدينة أخرى. ترعرع أوديب في كنف هذين الملكين ظانا أنهما والديه، و عندما كبر سمع بالصدفة أنه ليس ابنهما، فتأثر كثيرا و غادرهما بحثا عن أصله. في طريقه، التقى بموكب صغير يتكون من خمسة رجال يحرسون رجلا، فاختلفوا في من يمر أولا، و لأن أوديب وقتها كان شابا فقد تشاجر معهم، و أصابت عصاه الرجل الذي كانت تتم حراسته فمات.

وصل بعدها أوديب لمدينة "طيبة"، و هناك واجهه وحش يطلب منه حل لغز و إلا يموت، اللغز هو:

من الكائن الذي يمشي على أربع في الصباح، و على اثنين في الظهيرة و على أربع في المساء

هل تعرف الحل؟ هل حللته بنفسك أم كنت تعرفه مسبقا؟

أوديب حل اللغز فقضى بذلك على الوحش، ليعلم أن هذا الأخير كان الأزمة المؤرقة لمدينة "طيبة" لأنه يقتل كل من لا يحل اللغز، حتى أن ملك المدينة "كريون" أعلن أنه مستعد للتخلي عن العرش لصالح من يقضي على الوحش و سيزوجه أخته جوكاستا. هكذا، أصبح أوديب ملك "طيبة" و تزوج جوكاستا. بعد مرور عدة سنوات، رزق فيها أوديب بأربعة أطفال، يحل مرض "الطاعون" على المدينة ما يؤرق أهلها. يقول الكاهن أن الحل الوحيد للأزمة هو استشارة وحي السماء، فيرسل كريون للمعبد لهذا السبب. عندما يعود، يخبران (الكاهن و كريون) أوديب أن الملك السابق، و الذي كان زوج جوكاستا السابق، قد مات مقتولا، و أن الحل الوحيد لإزالة الطاعون هو قتل قاتله. يعد أوديب بذلك، لكن الرجلين يخبرانه أنه هو نفسه القاتل، فيجن جنونه و يتهمهما بالتآمر عليه و يحكم عليهما بالموت أو النفي، لكن قبل ذلك تتم محاكمتها علنا أمام الشعب. أثناء التحقيق و بحثه عن الحقيقة، يكتشف أوديب أنه فعلا هو القاتل، فما الملك السابق إلا ذلك الرجل المحروس الذي قتله في حاشيته، لكنه يكتشف أسوء من ذلك: أن هذا الملك الذي قتل إنما هو أبوه، و أن جوكاستا أمه، فهو ذاته الأمير الذي حاول والداه التخلص منه إثر نبوءة تقول أنه عندما يكبر سيقتل أباه و يتزوج أمه. عندما تعلم جوكاستا بالخبر، تشنق نفسها، و عندما يراها أوديب على تلك الحال يفقأ عينيه و يذهب إلى الغابة دون هدف.

لكن برأيك ما الرسالة المستوحاة من هذه المأساة؟ توفيق الحكيم جعل الأمر يبدو على أن ما حصل لأوديب عقاب له لأنه نبش وجه الحقيقة؟ هل تعتقد ذلك؟

بالمناسبة، هل أجدت التلخيص؟ أريد نقدا لطريقة الصياغة.