80 صفحة كافية لزوسكيند للسرد و الوصف الدقيق المعبر ليرينا كمن نحن مخلوقات هشة الى اقصى درجة و أقصى ما يدمرنا “الخوف” بعد أن تغذى على تركماتنا الماضية من أيام الطفولة البعيدة و وصولا الى اخر مراحل عمرنا و عن جدوى حبنا لرتابة التي نعيشها الان و أننا نتمسك بتفاصيلها،كطفل لا يرضى ان يشاركك اللعب بدميته المحشوة، فجاءة دون مقدمات يناهر قصرنا الرملي و نقع في براثن عوالمنا النفسية المتناقضة.
التدوينة الكاملة من هنا 👇
أعتقد أن سوركيند يعتمد اتجاه في الادب معروف بال " minimalism”، أي غرازة التعبير بأقل عدد كلمات وجمل، وهو نفس الاتجاه الذي كان رائده فيتزجيرالد، كاتب جاتسبي العظيم، أحب هذا الاتجاه، وأمقت كل ما يتعلف بديستوفيسكي واتجاه ال "maximalism ” الذي يضاده.
وإن كنت أختلف معك يا عمر في مقتك لكتابات ديستوفيسكي، أولا لأنها تحمل في طياتها الكثير من الروائع، وثانيا لأنه أجاد الإطناب بشكل عام، وقلما وجدت من أتقن الإطناب دون حشو زائد لا محل له.
الإطناب فن بلاغي رائع، وليس من السهل أن نبدع فيه كإبداعه بشكل عام!
أهلًا محمد، شكرًا على إثرائك لقاموسي بمفردة جديدة لم أكن أعلم عنها، فدراستي كانت عن الأدب الانجليزي.
لكن ديستوفيسكي هو رائد هذا الاتجاه، هو رائع حقًا وله مريدين كثير، لكن الأمر فقط أنه لا يروقني وأرى أن كلما زاد المعنى بالنسبة لوصفه كلما احتاج مجهود وحرفية أكبر، وأنا اقدر ذلك.
جلال الدين الرومي أيضًا مثال على هذا في الأدب الشرقي، أحيانًا نجيب محفوظ، أما العظيم توفيق الحكيم فكل ما أدخله على الأدب الشرقي عمومًا يختلف جدًا، فلم يتبع هذا الاتجاه.
لن أتحدث عن عباس محمود العقاد، فكتبه، طالت أو قصرت، تحتاج الى كتب لشرحها.
حسنا لنقل انك تفضل الروايات التي تكون احداثها بطيئة و تبنى على اساس جيد في الرواية قبل الدخول في الأحداث الرئيسة و أنا لا أحب التمطيط في الأحداث بل احداث متسارعة مشوقة تقود لأحدث رئيسة نقاشنا هنا سيكون اقرب للمبارزة منه لنقاش صحي نخرج منه بفائدة و قس على ذلك اي جوانب اخرى من الكتاب قد نلتقي في نقط كثيرة لكن هل سنخرج كلانا مستفدين هنا لا ادري.
إن باتريك زوسكيند واحد من أكبر وأهم الكتاب في العصر الحديث، حيث أنه يمتلك في رواياته العديد من الأدوات التقنية التي تدفعنا إلى احترامه وتقديره. يحاكي دائمًا الخوف الوجودي الأبدي للإنسان في رواياته، ويناقش العديد من القضايا الإنسانية مثل الفناء والخوف والطمع والمتعة والكآبة المزمنة. إن باتريك واحد من أفضل الكتاب المفضلين بالنسبة إليّ، وأنصحك أيضًا بقراءة رواية العطر، والتي تم إنتاج فيلم على أساس قصتها. وبالرغم من كون الفيلم ناجحًا للغاية، فإن الرواية وعالمها تفوق متعة الفيلم بمراحل.
صدقت علي ...شاهدت ملخصا للفيلم ذات مرة و نفس الأمر للكتاب قرأت ملخصا سأخصص وقت لقراءة العطر
أيضا شكرا على نصيحتك..شخصيا أحب أن أقرأ ثم أشاهد الفيلم ونفس الامر لأي عمل أدبي تمت صياغته بشكل سينمائي.
أنا أيضًا ممّن يفضلون قراءة العمل الأدبي أولًا ثم مشاهدة الفيلم. وفي ذلك الصدد يا صديقي، ما رأيك في تحويل الأعمال الأدبية إلى أعمال سينمائية؟ هي عملية فنية غزيرة بالطبع، لكن أيهما تفضل؟ أم أن لكل منهما مذاقًا خاصًا بالنسبة إليكَ؟
أهلا...
ما رأيك في تحويل الأعمال الأدبية إلى أعمال سينمائية؟
أغلبها حرق،تغير،تمطيط و إختزال للعمل الأدبي نفس...أخرها عربيا سلسة ما وراء الطبيعة شخصيا قراءة السلسلة منذ سنوات و أملت في المسلسل أن يكون بوابة لرؤية العمل من زاوية اخرى لكن لم اشاهد المسلسل حتى الان بسسب الانتقادات فلم يجد محبو رفعت بطلهم فيها لذا لم أرد أن أفسد صورة عمل أدبي استمتعت به...اتذكر رواية جميلة تسمى "نداء الوحش" او "A Monster Calls by Patrick Ness" رواية فانتازيا ....الرواية رائعة الفيلم الخاص بها كان جيد جدا أيضا و أعطى بعد اخر للعمل الأدبي و لو تم تجاوز بعض الأحداث .
أحب أن أقرأ أكثر من المشاهدة... مشاهدة الفيلم عندي لتعدو ان تكون اضافة و ليست اساسية للأن اعلم الاحداث اصلا فأرى مشاهدة مسلسل مبني على رواية نوعا من الملل خاصة ان وجدت به تمطيطا متعمدا لا يخذم القصة في شئ.
أنا أيضًا أفضل القراءة عوضًا عن المشاهجة، وأنتمى لجهة الآراء التي تؤمن بأن الكتاب الجيّد الذي يحفّز الخيال أكثر قدرة على إيصال الحالة الشعورية من أي عمل سينمائي. لكن بما أن السينما لا غنى عنها في عالم الفن بالطبع، ما هي المعايير من وجهة نظرك التي تحدد مدى نجاح العمل السينمائي المحوّل من عمل أدبي؟ وما هي الأخطاء التي يقع فيها كتّاب السيناريو عند تحويل عمل أدبي إلى عمل سينمائي؟
أعتذر على تأخر ردي أولا...فكما ترى اكثر الغياب احيانا
أظن أن ما يخلق الإشكالية الأكبر هو الفرق بين أساليب التعبير فى القصص الروائية و أساليب التعبير فى الفيلم السينمائي فالرواية مثلا الكاتب هو المسؤول الاول عنها ام في فيلم سينمائي فيدخل فيه عدة عناصر فبخلاف السينارست و السيناريو فهناك المنتج والممثل والمصور ، أما العنصر الأهم فهو المخرج و ضعف عنصر واحد يؤدي لضعف في المنظومة التي تخرج الفيلم للوجود و الأشكالية الثانية إختلاف النظرة ما بين مشاهد العمل السينمائي وقارئ الرواية فالمشاهد ينتظر تقسيم لشخصيات فقيرة،غنية،شريرة،طيبة....أما كاتب الرواية فلا يعتمد الامر انما ابداعه الروائي هو ما يشكل تصور شخصياته لدى القارئ في رأيي.
لنتفق أنه لا يمكن عمل قص و لصق لقصة رواية الى فيلم مباشرة و لكن يجب على السينارست و المخرج عندما يضيف أو يحذف من القصة دائما أن يتذكر ألا يخرج عن رؤية كاتب الرواية إلا فى حالة الإقتصار على إقتباس الفكرة مع تغيير القصة لتبقى له مساحة يستطيع أن يبدع فيها حسب تصوره الفني للرواية مثلا.
التعليقات