مكتبتي المهملة (9) هل يكفيك قراءة كتاب نظري من أجل أن تفهم الجنس الآخر؟

لقد قرأت هذا الكتاب يا عفاف ويمكننى القول بأنه يحتوى على معلومات قيمة غير أن أغلبها يندرج تحت مسمى النظريات.

ولكن هذا لا يمنع بأنه مفيد فى فهم الجنس الآخر مع كتب أخرى ولكن العلاقات لا تقوم على الكتب إنما الكتب عامل مساعد لفهم الأدوات التى نستعين بها لعلاقات قوية.

هل في نظرك كتاب كافي لفهم تركبية شخصيات معقدة، نحن النساء لا نفهم بعضنا، والرجال أيضا مع بعضهم كذلك، فكيف الأمر للجنس الآخر، هل تراه كافي؟

ليس بالضرورة، شخصيات الناس تختلف، وبالكاد نجد تشابه بين اخ وأخيه فما بالك باشخاص من أماكن وثقافات مختلفة.

وأساسا فإن الكتاب تم تحريره وفقا لتجارب الكاتب الشخصية وعلاقاته هو شخصيا، والتي بالتأكيد تختلف عن كل علاقات جمهوره.

بالمختصر سيكون جيدا الاطلاع عليه للتعرف على تجارب الغير في التعامل وادارة العلاقات لكنه بالتأكيد ليس منهج العلاقات أو دليل يمكن لنا اعتماده في حياتنا الخاصة.

يقول دوستويفسكي "كل الأشياء تتغير حين نكون على الطبيعة"، أي أننا قد نستفيد من كتاب نظري استفادات جوهرية، لكن طبائع الأمور تدفع بعضها بصورة لا نتوقعها، وبمعطيات كثيرة، واختلافات لا تنتهي بين كل فرد والآخر، فإذا ما طبقت المعادلات النظرية على الحياة الواقعية فإن هناك احتمالات كبيرة للخطأ، لأني لست أتعامل مع آلة حاسبة أو جهاز تقني، وإنما هذا إنسان لديه الكثير والكثير من الأمور من حيث أنه قد يعجز عن فهم نفسه، إذًا فإن الكتب النظرية لن تخلو من فائدة، وقد تساهم في حل بعض المعضلات، لكن الملاحظة المباشرة لا غنى عنها في بناء العلاقات التي هي أعمق بكثير من مفاهيم نظرية.

لم أقرأ هذا الكتاب تحديداً ولكني قرأت كتب مشابهة كثيرة، أعتقد أن الميزة في هذه الكتب هي نقل الخبرات والتجارب، فالكاتب ينقل تجاربه وتجارب من عرفهم في التعامل مع الجنس الآخر، وهذه التجارب تُضاف بشكل عام إلى تجاربنا، فنحن لن نتمكن من التعامل مع كل الرجال مثلاً ودراستهم بأنفسنا، ولكن مثل هذه الكتب تضيف خبرة الآخرين إلى خبراتنا، لتوسع أكثر من مداركنا، ولكنها ليست دليلاً موثوقاً علينا التعامل على أساسه؛ فالأشخاص يختلفون كثيراً عن بعضهم نتيجة للبيئات والثقافات والمجتمعات والخبرات الشخصية، ومن نقابلهم في حياتنا الواقعية قد يكونوا مختلفين تماماً عن تصورات الكاتب

قرأتُ هذا الكتابَ قبل سنتين تقريباً وأتذكرُ كيف نظرتُ إليه متعجبةً من صحة نظرياته في حياتي على الأقل، وجدتُ فيه معلوماتٍ أكثر من مهمة، ورغم أنني أؤمن بأن هناك الكثير المجهول عن الفرد وتندرج طبعاً حالته الفسيولوجية وطفولته وشخصيته ضمن هذه التغيرات السلوكية وتفسر الكثير من تصرفاته، لكنني وجدتُ بأن فيه من الصحة بنسبة ٨٠٪؜ وأكثر، فهي فطرة غرزت في كلا الذكر والأنثى ودائماً ما نتعامل مع الجنس الآخر كأننا مع أنفسنا دون إدراك تلك الاختلافات الطفيفة أو العميقة التي تؤثر في استمرار العلاقة الأخوية أو الزوجية.

وكما يحق بالذكر بأن علاقتي مع أخوتي انسجمت أكثر وصارت هادئة بعدما كانت العواصف تتلفها بعد فهمي لطبيعة الرجل التي ترغب بالانعزال لفترة ما ولا تحب النصائح المتكررة دون طلبها من الطرف الآخر.

ولا مائة كتاب