ما رأيك في البخلاء ،أليسوا حقودين؟فصول أخرى من كتاب البخلاء للجاحظ

قرأت الكتاب قبل سنوات وعلى الرغم من عدم فهمي عدد من الصفحات التي تتضمن مواقف بلغة جَزِلة إلا أننا أتذكر الأوجه الكثيرة لصورة البخل حتى أن بعض البخلاء أقنعوني بوجهة نظرهم للأمور، لا أقول أنني مع البخل خاصة الذي يأتِ من خلفية شخص مستخسر لقيمة جهد وجودة العمل كما المرأة التي قابلتها أنت.

لكن مثلاً قصة معاذة العنبرية في تفكريها بتحقيق أقصى استفادة من الشاة التي قُدمت لها كهدية أُضحية من ابن عمٍ لها فأصبحت حزينة مكتئبة دون أن يهدى لها بال وحين تم سؤالها عن سبب حزنها والشاة كانت قديماً لها قيمتها الكبيرة قالت "أنا امرأة أرملة وليس لي قيّم |زوج|، ولا عهد لي بتدبير لحم الأضاحي، وقد ذهب الذين كانوا يدبرونه ويقومون بحقه، وقد خفت أن يضيع بعض هذه الشاة، ولست أعرف وضع جميع أجزائها في أماكنها، وقد علمت أن الله لم يخلق فيها ولا في غيرها شيئا لا منفعة فيه".

هذا قولها بإختصار إذ تطيل الشرح بتفاصيل أكثر، ولهذا أجد ربما أن فكر البخلاء قد ينطلق من أنهم حقاً لديهم نظرة للأمور بشكل دقيق دون إهمال أي تفصيل ولذا ليس من الضروري أن يكون كل بخيل حقود! هذا ما أردتُ قوله، وأخشى ما أخشاه أن تعتقدون أني بخيلة الآن :)

اعتقد أن كلمة حقد كبيرة ومبالغ فيها نوعًا ما، لنقل أن افقهم ضيق بعض الشيء وليس عندهم انسيابية كافية للحياة