شاهدت فيلماً يسمى "قطار الليل إلى لشبونة" مؤخراً وقصته كانت أخاذة للعقل والحس، لكنّي لم أشعر بالرضى في النهاية بالرغم من أنها كانت غاية في الانسيابية، لم أدرى ما هو منبع شعوري هذا، وأردتُ المزيد فقد كانت الشخصيات مثيرة فكرياً ولكن كأي فيلم سينمائي يحكي قصة وينتهي في مدة زمنية محددة وأحداث مباشرة.
أثناء مروري صباح يومٍ قرب المكتبة توقفت لوهلة وتصفحت عنوانين أغلفة الكتب بشكل سريع من الخارج والتي كانت تقبع خلف زجاجٍ شفافٍ، اتسعت عيناي دهشةً فقد وجدت ذات العنوان "قطار الليل إلى لشبونة" يقبع في قسم الروايات المطبوعة حديثاً، لم أفكر لثانية وقمت باقتناء الكتاب.
كانت عدد صفحاته تتجاوز الخمسمائة وشعرت بالفضول بالرغم من علمي بأحداثها الرئيسية من الفيلم، إلا أنه كان لدي أسئلة كثيرة طرحتها في نفسي بعد انتهاء مشاهدتي، ولم أعتقد أنه متبنى من رواية، جلست أكثر من عشرين يومٍ، ليالٍ متتالية أمتنع عن النوم ويلتهمني الكتاب بأسلوبه ولغته، فقد كان يحتوي على لغة مختلفة، مهما بلغت قراءاتك السابقة في شتى مجالات الكتاب من فلسفة وروايات وخيال وعلم، بالتأكيد ستلمس الشعور والأسلوب المختلف في صفحاته.
اليوم قمتُ بإنهائه وكم كانت دهشتي عظيمة، كان قد تسرب إليّ شعور بالاختلاف، قبل وبعد قراءتي لهذا الكتاب، والذي لم أشعر به عندما شاهدة الفيلم، كما تعجبت كَم التفاصيل المختلفة بين قصة الفيلم والرواية، أعلم أن سيناريو وحوار السينما لا بد أن يحدث فيه اختلاف لحبك القصة بشكل يناسب المشاهدين، وقد شاهدت أفلام عظيمة متبناة من روايات مثل البؤساء وفورست غامب ولا ينكر أحداً منّا عظمتهما كما عظمة الرواية الأصلية.
لكني شعرت بحسرةٍ كبيرة في داخلي لو لم أخرج يوماً وأصادف هذا الكتاب المدهش وشعرت أن الفيلم مهما بلغ من روعة فقد قتل الرواية.
التعليقات