ساق البامبو رواية هي من تأليف الكويتي سعود السنعوسي والتي فاز بسببها بالجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2013، وهي رواية تسجل قصتها بين الفلبين والكويت وتتناول بعض القضايا وبعض الأحداث التاريخية والسياسية والدينية، وفي عام 2016 تم إنتاج مسلسل كويتي يحمل نفس اسم الرواية.

تتخبط هوية بطل الرواية (عيسى) بين كونه فقيرًا لأم فليبينة لا يجد أهله ما يقاتاتون عليه، بل وأنهم يلعنون الفقر كل يوم، وبين العالم السحري الذي وعدته به أمه حينما يبعث أبوه الكويتي بالطلب لأخذه!

يشعر بطلنا دائمًا بإنه لا ينتمي إلى هناك ولا ينتمي لهذا الفقر المدقع ويمني نفسه بالذهاب لأرض الأحلام بحسب ما حكته امه له،لم تكن أمه تنفك عن دفعه تجاه الصبر على الفقر إلا بحكاياتها عن الكويت وأهله وأبوه، كيف كان أبوه يحبها، وكيف أراد لهم الاستمرار سويًا لكنه لم يقدر على عائلته ويسيعى بالتأكيد لاستقدامه، وتطمئنه أنه يومًا ما ستعترف العائلة به إذ أنه الذكر الوحيد الذي يحمل لقب العائلة

لا أخفيك أنني أثناء قراءتي أصابني بعض الضحك الممزوج بالمرارة حينما تخيلت أنه من الممكن حقًا أن تكون بلادنا العربية حلمًا لشخص ما، يعاني أكثر مما نعاني!

يصل عيسي للكويت عن طريق صديق والده غسان هذا لإنه يكتشف أن والده قد مات في الحرب التي انعقدت بين الخليج ممثلا في الكويت والعراق

وكما رفضته العائلة في صغره ترفضه كبيرًا أيضَا.

تأتيك مشاعر عيسى واحدًا تلو الآخر حينما رفضته العائلة وكيف قضى العيد ينظر إلى جل عائلته وهم يحتفلون بآخر يوم في رمضان وبقدوم العيد من زاوية ضيقة في شباك في مخفر للزائرين والغريبين، تشعر بجل التعاسة التي يعيشها حينما يمشي في الشوارع ويجد نفسه لا ينتمى للعرب ولم يشعر أيضَا يومَا بالانتماء للفلبين، يجد عالم غريب كل الغرابة عنه، عمته خولة تساعده على الحصول على بعض التعاطف، وتساعده في استجداء عطف جدته التي يرق قلبها له يومًا بعد يوم، حتى شعر عيسى بإن الجنة أخيرًا تفتح أبوابها له ..لكن للأسف ينتشر خبر في المدينة بإن للعائلة المرموقة ابنًا من خادمة فلبينية وتستعطفه عمته الأخرى وجدته لمغادرة البلاد لئلا يؤثر على سمعة بنات العائلة ونسائها، يقاوم عيسى في البداية ويشعر كما أن الجنة تغلق أبوابها وتدفعه للجحيم مرة أخرى المتمثل في فقر الفلبين!

ثم لا يلبث أن ينهزم عيسى ويقرر الرحيل عن البلاد لإنه يستسلم في النهاية لشعوره بإنه لم يكن من أهل هذه البلاد ولا ينتمى إليها!

خليط كبير من المشاعر الإنسانية لا تريد أن تفوته صدقني