إن ثمن الأشياء أكثر ما يكون جليا بعد فقدانها ، فشتان أن نعرف للعافية قدر حتى نسقم ، وشتان أن نعرف للصحة معنى حتى نمرض ، وإن كان لنا من الاحباب نعرف قيمتهم بعد ان نفقدهم ، هذا ما وجدناه في أنفسنا وفي واقعنا الذي يعظم الأشياء بعد فوات الأوان وقبل المحافظة عليها والتمسك بها ، فكل شي نهملة حتى نفقده وخصوصا من يكون قريبا منا فيأتي الحين الذي يعز علينا فقده فنجد شيء من الحسره والندامه فنغطي ذلك الفراغ والحسره بشيء من الذكر والمبالغه حتى نشعر أننا سددنا ما علينا من دين تجاه اشياءنا التي فقدناها .
المبالغة بعد الفقدان
أعتقد أن أغلب الذنب في ذلك يرجع لطريقة عمل العقل نفسه، وليس لتقصير من الإنسان..
ضع مثلاً قطعة ثلج على يد أي شخص سيشعر ببرودتها، لكن بعد دقائق يشعر بأن برودتها عادية.
هكذا يعمل العقل الإنساني فهو يميل للاستقرار ويعتبر كل ما هو موجود كأنه شيء اعتيادي، بينما الفقد مثله مثل الحصول على شيء جديد منبه ومحفز للعقل فيشعر بالفقد، ويشعر بالجديد من الأشياء.
نحن في الغالب لا نشعر بقيمة الشيء إلا لما نفقده كأن التجربة هي التي تعلمنا لو كنا نعرف كيف نعيش النعمة ونشكرها وقت وجودها ما كنا شعرنا بكل هذا الندم الشكر في الحاضر أهم بكثير من البكاء على ما فات كثير من الناس لا يعرفون قيمة صحتهم إلا إذا مرضوا ولا يعرفون قيمة أهلهم إلا بعد أن يبتعدوا عنهم أو يفقدوهم ولو تعلمنا أن نشعر بما عندنا ونشكره وقت وجوده بين أيدينا لكانت حياتنا أهدأ وأجمل
التعليقات