من ضمن الأمور التي علَّمتني إياها الحياة هي أن أتعامل مع منظومتها هي، وليس المنظومة التي صنعها البشر. وأن من صالحك كإنسان أن لا تنتظر العدالة من منظومة البشر كأنها منظومة الحياة. ودائمًا ركّز على نفسك، تطوّرك، وأن تسخّر أدوات الحياة من أجل أن تسأل سؤالًا واحدًا: ماذا تحاول أن تعلّمني هذه الأداة؟ وهكذا أنت تخدم الأرض، والأرض في المقابل تخدمك. لذلك إن كنت تريد شيئًا، أحبَّ ذلك الشيء واشكره، واشكر البشر الموجودين بذلك الشيء. وأيضًا لا تشحذ العدالة بل اعمل على نفسك واصقلها، واجعلها مركز التطوّر والتحسين؛ لأنها حقًا هي المركز، وما دون ذلك شاشات تمتلكها.

وأيضًا في أحد العبارات تقول: إنه يوم لك ويوم عليك. صدّقني هذه العبارة قريبة من مفهوم منظومة الحياة، ولكن ليس المهم ما هو شأنها لكي تحدد تطوّرك، بل تطوّرك مسؤوليتك أنت، في حال كان يومك لك أو كان عليك، في أي حال أنت تتحسّن. وما يحزنني هم أولئك البشر الذين يعيشون في مستوى "الجيد"، ولأنهم يعيشون في مستوى "الجيد" يظنون أنه لا تطوّر بعد هذا المستوى. ولكن الحقيقة هي أن تبدأ بتحسين نفسك أيًّا كان المستوى وأيًّا كانت الدرجة التي أنت بها، ولا تظن أن التطوّر محصور فقط لأولئك الذين يصعدون من المستوى الأدنى إلى الأكثر رفاهية.

بالمختصر، إن كنت تريد أن تخرج من مأزق لديك، ركّز على ما هو بين يديك الآن واعمل به حتى لو كانت القشة التي تنجيك من الغرق. وأيضًا تذكّر أنك عندما تأخذ هذه القشة تقول للحياة: «ها أنا فعلت المهمة التي أخبرتني بفعلها» — قمت بها وقتها، إمّا يفتح لك باب أو تُعطى لك مهمة أخرى أو تُعطى لك جائزة. وكلها تعابير رمزية لمن يفكّ الأحجية، أو كلّها معًا؛ لأن التطور الخاص بك والخاص بالحياة إلى لا منتهى.

Khadija-ija