سؤالان هزّا أسس الوجود البشري في القرن التاسع عشر ولا يزالان يترددان فينا حتى اليوم. وراءهما يقف عملاقان من عمالقة الفكر:
دوستويفسكي الذي عَرَى أزمتنا الوجودية عبر رواياته. جعل أبطاله يعيشون هذا السؤال المأساوي بكل عذاباته، ليبقى الخيار بين الإيمان والعدمية معلقًا، وكأن الجواب ليس كلمةً، بل رحلة معاناة.
نيتشه الذي لم يتردد في الإعلان عن موت الله داعيًا إلى تجاوز هذه الأزمة. رأى في الإنسان جسرًا إلى "الإنسان المتفوّخ" ، الذي يخلق قيمه بنفسه ويقول "نعم" للحياة بقوة.
واحدٌ عرضَ المرض بكل ألمه، والآخر قدّمَ الدواء بكل صعوبته. واحدٌ غاص في وحل الروح البشرية، والآخر حثّها على الطيران بأجنحتها الخاصة.
في النهاية، كليهما يدعواننا لفعل شيء واحد: أن نخلع الأقنعة ونتجرأ على مواجهة أنفسنا الحقيقية.
أيّ الرؤيتين تتردد معك أكثر؟
التعليقات