الحقد والكرامة والغضب
إن كنت أريد أن أصف الحقد، فهو شعور محترق ينبعث في قاع الحوض ويتسرّب تلقائيًا إلى القلب، وأيضًا ينتج أفكارًا مؤذية جدًا من العقل، لدرجة يقول لك: "افعلها من أجل كرامتك"، في مثلٍ يزيد منها: "خلّيها تبرق وترعد". وهنا تجعل من نفسك أعمى البصيرة، وأعمى الفؤاد، وأعمى العقل، وأعمى القلب.
وتنتشر الآفة في داخلك وفي جسدك في حال لم تتعامل معها بمبدأ معرفة الحكمة الخفية، وأيضًا أن تتعلّم كيف تتعامل مع سراديب دماغك ومخازن مشاعرك. صدّقني، إن استطعتَ وعرفتَ وتدرّبتَ كل يوم على إدراك مشاعرك وتنظيفها، ومعرفة سبب تواجدها، وأن تُبقي المشاعر التي تريد بقاءها، وتنظّف المشاعر التي لا ترغب بها — وأعني بـ"لا ترغب بها" أي أن تحوّلها من طبيعة دُنيا إلى طبيعة عُليا.
وما يزيد الأمر سوءًا، في حال شخص لم يعرف الحقد ولماذا هو متواجد، ويتصرّف بناءً عليه، سيعمل تلقائيًا على جعل هذا الشعور متواجدًا لأكبر فترة ممكنة ليتغذّى عليه وعلى روحه.
واعلم تمامًا، أنت لست سليمًا أبدًا من تواجده، بالنهاية له سببٌ قيّم لوجوده.
وأيضًا لا أعني بكلامي أن تنبذه وتكذب أو تنافق على نفسك بأنك إنسان ملائكي، وأن هذا الشعور مستحيل أن يتواجد بك — أنت تكذب على نفسك.
فتواضع لنفسك، تواضع لهذا الشعور.
ثانيًا: أن تنعت نفسك بأنك شخص حقود، وتتمسك بهذه الصفة على أنها هويتك، ولن تتنازل عنها أبدًا — هذه من ضمن الأمور التي تجعل الحقد يدوم لفترة طويلة.
ثالثًا: أريدك أن تعلم أمرًا ما، أن الغضب إن تعاملتَ معه وصدقًا عرفت كيف تستفيد منه، وقتها سيسهل عليك فهم الحقد. لأن من تجربتي، بالنسبة لي، كأصعب شعور استطعت التحرر منه هو الخوف، وأسهل شعور سهل التعامل معه هو الغضب، وبعدها الأبسط الحقد.
لهذا، على الرغم من نتائجهم الكارثية إن انطلقتَ منهم، إلا أنهم مشاعر بسيط جدًا جدًا التعامل معهم، وحتى الأسخف على الإطلاق. لهذا، لمن يمدح هذه المشاعر ويستلذ بعدها بأنه انتقم أو أنه زاد مقامًا، صدّقني، أتفه مشاعر واجهتها في حياتي هي هذه المشاعر.
رابعًا: لا وجود لشيء اسمه "كرامة".
الكرامة هي: قلّة ثقة، والكثير والكثير من الغضب، والكثير والكثير من الخوف، والكثير والكثير من الحقد.
لهذا، الكرامة التي تقدّسونها لا وجود لها أيًا كانت.
وأيضًا شيء، وللأسف الشديد، سوف تحارب كثيرًا كثيرًا من أجل هذه الكلمة، ولن تدرك أبدًا أنها مثل "المقعد"، تموت أنت ويبقى المقعد.
وفكّر معي قليلًا، القليل من التفكير العقلاني والمنطقي مع قلب سليم: من الأغلى والأقيم؟ كيان إنساني؟ أم مقعد جامد لا حياة فيه؟
خامسًا: الثقة هي العلاج.
ابحث عنها جيدًا، هي الفطرة التي نسيتها، وتراكمت عليها الكثير من طبقات الظلام.
لأن هذه الثقة هي السبب التي جعلتك تكسب هذه الحياة دون غيرك.
هي التي جعلتك تستطيع المشي والكلام.
هي التي فيها بذور قيمتك من دون أن تثبت أنها موجودة فيك.
هي التي ستجعلك تدرك قلبك السليم وعقلك السليم.
هي التي ستنقذك مهما حلّك الظلام حولك.
هي الفطرة المتواجدة بكل الخليقة تلقائيًا.
سادسًا: لا أذكر تحديدًا أين قرأتُ هذه المعلومة، لكن قرأتها قبل زمن، ولم أفهم معناها وعمقها حتى جاء وحضر الحقد بداخلي.
بمعنى الكلام: إن المكان من كوع اليد إلى الأسفل هو المخرج لكل المشاعر التي تتخزّن في القلب.
ثلاث أمور فعلتها، غير التعامل الداخلي معها.
الآن أقول لك ما الأدوات الخارجية التي استخدمتها، كم هم بسيطات:
أولًا: شربت ماء.
ثانيًا: غسلت يدي من كوع اليد إلى الأسفل (لهذا قلتُ لك أن الحقد يتسرّب إلى القلب).
وثالثًا: قمت بممارسة الرياضة فقط.
أكيد، أكرر، هذه أفعال خارجية مساعدة لإخراج هذا الحقد من جسدي.
والأمر المؤسف الحاصل: أن في وقتنا الحالي تم فصل المشاعر والجسد والفكر والروح عن بعضهم البعض.
وأيضًا شيء آخر فعلته: أن تنفع الناس بما لديك من مخزن فائض، وبهذا شاركت هذا معكم.
أتمنى أن يكون عيدًا مليئًا بالحب والخير عليكم وان يكون عيد تعرف كيف تتعامل بتواضع مع مشاعرك مهما كانت فلا تنكر ولا تنافق نفسك بنفسك لنفسك
لا شي يستحق صدقا لا شي في هذا العالم يستحق لهذا عش بقلب سليم
----
Khadija-ija
التعليقات