الإنسان في النظام الرأسمالي انتهى فقط في النظام الرأسمالي الذي هو أصلاً الطبيعة الثانية للأنسان ألا ندرك خطورة هذا ألا نستشعر قوة الزلزال إلا حينما نراه؟.
لم يعد له دور، ولا قيمة حقيقية في معادلة الإنتاج والاستهلاك.
كل شيء كان الإنسان يسعى له، نمذجه الكمبيوتر، خزّنه، وبرمج آلياته.
الإبداع صار نموذج يولده الذكاء الاصطناعي.
العمل صار خوارزمية تُنفذ بلا هوادة.
حتى المشاعر والقرارات صارت توصيات تُرسل على شكل بيانات.
الإنسان اليوم في البيئة الرقمية الافتراضية حتى وأن كان جواله صخر واخشاب ليس أكثر من ملف رقمي يُستدعى عند الحاجة في هذا النظام الرأسمالي الذي أصلاً نحن بنيناه وهيكلناه لكن تسلق فيه الأذكياء الى نقطة كبرى فجعلوا بيانات الأنسان، تُعاد تشغيلها، تُستهلك، وتُرمى ما تظنه كثرة ولا تطيقه الأرض يوضع في فلاشة بل في حساب سحابي لك أنت يعرفون توجهاتك ولغتك ويأتون بك لمحاكاة ليؤثر الوهم بعقلانية على الواقع!.
لم يعد هناك مكان للذات أو الإرادة اذاً إلا قليلاً.
النظام يتعامل معنا كبيانات لا أكثر.
الاتجاهات الفلسفية الحديثة تحولت إلى أنظمة تشغيل تحكم تفكيرنا وسلوكنا، تحاكي البرمجيات التي تتحكم في الأجهزة.
الأفكار التي كانت تستهدف الحرية والمعنى أصبحت مجرد بروتوكولات مُصممة لتحسين أداء الإنسان كآلة.
الإرادة والاختيار صاروا خيارات مسبقة في قوائم تنزل على العقل كبرامج جاهزة.
لكن هناك احتمالان لا ثالث لهما:
إما أن يركل الإنسان الرأسمالية إلى غير رجعة، ويكسر هذا السجن الرقمي،
أو سيأتي يوم يُحذف فيه ملفه، يُقتل فيه، يُسفك دمه لأنه لم يعد مطلوبًا سوى كبيانات ومن لا يصدق سطوة الأمر فأما هو من مصممي هذا النظام أو لا يدرك أو لم يوصل النقاط بصورة صحيحة.
نحن لسنا مجرد بيانات!
لسنا أكوادًا تُعاد تشغيلها أو تُرمى عندما تفسد.
نحن كائنات حية، نحس، نعيش، ونكسر القوالب.
العالم الرأسمالي الذي كنا نعيش فيه ليس إلا بيئة تشغيل يستطيع أن يديرها بالكامل الذكاء الاصطناعي!، والإنسان اليوم مجرد كود يُنفذ أوامر وكم تكلم العقلاء من هذا الجنس لكن لا حلول حقيقية سوى قلق يُنسى و نكت تُمحى ضحكاتها لكن في النهاية الأنسان في خطر كبير حتى أخطر من الحروب الهيدروجينية .
فهل نحن ما زلنا أحياء، أم مجرد أرشيف قابل للاستدعاء؟
هل بقي فينا شيء لا يمكن للآلة أن تحاكيه؟
أم أننا انتهينا فعلياً؟ لأنه في حالة الكائن الذكي السابق البيلوجي الأنسان أتضح أن الرأسمالية قتلت ليس فقط الفقير بل حتى الأذكياء فقط لم يعد جوهر وجود الأنسان وتفاضله الذكاء! لأنه أنت تعرف ماذا حدث.
التعليقات