على عكس الجميع ، يقول أفلاطون إن الحب لا يؤدي إلى السعادة، لأنه رغبة والرغبة نقص نحو شيء ما، فالحب بالتعريف إذن هو رغبة في ما نفتقده أو ما لسنا عليه أو ما ليس فينا ونريده بقوة، لكن هنا المشكلة، فإذا كان الحب رغبة، إذن هو فقر وافتقار، فالمعادلة هي كالتالي :

الحب = رغبة، والرغبة = افتقار، والافتقار = تعاسة.

فالحب عنده نابع من شعور بالعجز والاحتياج، وهذا يجعل المحب أسير رغبته في المحبوب دائمًا، المُحب مأسور في ما يملكه الأخر أو ما يتخيله عنه، وكلمازاد الحب ، زاد الخوف من الفقد، وازداد التعلق بشيء قد يُنتزع منا في أي لحظة.

تخيل أنك اشتريت هاتفًا جديدًا تحلم به منذ زمن، في البداية تشعر بالإشباع، لكن مع الوقت يصبح الهاتف جزءًا من هويتك، تخاف على كل شريحة فيه، وتتوتر إن ضاع أو تلف، هنا تتحول الرغبة إلى قيد، والحب والشغف بالشيء إلى قلق، وهكذا يرى أفلاطون أن الحب لا يجلب السعادة، بل يعمق فينا الإفتقار والعوز و الارتباط بالأخر والانحباس فيه .

في رأيك :هل يمكن للعقل البشري أن يحب بلا رغبة، وأن يحب بلا خوف؟ والسؤال الأهم : هل يُعقل أن يكون الحب نهاية للسعادة أم هو كما يراه الحالمون بداية لها؟