إلى الذين يتشدقون بالحرية الزائفة والديمقراطية الواهمة ويتغنون بلفسفة فلاسفة التنوير والحريات عند الغرب ويؤمنون بحقوق بلا حقوق هل أفقتم من غفلتكم أم ما تزالون تصدقون أن الحرية الزائفة لها معيار واحد كما يدعون وأن المساواة هو الهدف المنشود، كلا ثم كلا ثم كلا فقد سقطت الأقنعة وبانت وجوه الحقيقة بأشد قبحٍ فيها، فلا مساواة ولا حرية ولا ديمقراطية ولا حقوق.
سقطت الأقنعة وبانت الحقيقة والله أعلمنا بهم ولكن بزيف انوارهم عميت العيون
لا أعتقد أنّ الأحداث الأخيرة عرّت فقط المنطقة الأوروبية بإدعائاتها في مسألة السلام وحقوق الإنسان، أعتقد أنّها أيضاً كشفت للكثير من العرب في المنطقة العربية والغربية بأنّ الأمر الذي صدّقوه عن تلك البلدان لم يكن صحيحاً بالمرّة، لديّ صديق في فرنسا يقول بأنّهُ يخاف في الحديث عن أي شيء في هذه البلاد خوفاً من الترحيل أو التعرّض للعقوبة، هذا ما ولّد للناس أيضاً رؤية مختلفة لهذه البلدان، أي لم يقتصر الأمر على رؤية تلك البلدان لأنفسها وترويجها لشعاراتها الكاذبة وفضحها مؤخراً، إنما أيضاً لنظرة العربي نفسه إزّاء هذه الشعارات التي سقطت أمام أول إمتحان إنسانية جاد فعلاً في تحديد من هو الأصلح والأكثر عدلاً وإنصافاً. علينا أن نكون من الأن وصاعداً بكل الأحوال أكثر حذراً في انتخاب المجتمع الأكثر عدلاً وأن نتوقّع إجمالاً بأنّ أي مجتمع رأسمالي صفاته الباطنية سوف تكون غالباً ذلك السطر الأخير الذي سطرته حضرتك، لا مساواة ولا حرية ولا ديمقراطية ولا حقوق إلا بما يخدم الإقتصاد والمصلحة العامة والنخبوية
التعليقات