التوافقات الجانبية
يرمي بنا الوجود الى ممر الحياة بغير إرادة ، مغلفين بفقاعة بيئاتنا وموروثاتنا نمد أنظارنا للحياة من تلك الفقاعة بتوقعات أغلفتنا ، تتعثر توقعاتنا في كل خطانا الاجبارية نتألم لتلك العثرات ، وفي كل عثرة يسحقنا الخوف وعند كل توقع صحيح نسحق كل ما عدانا وتستمر الحركة إما خوف أو طغيان ، واكثرها بل معظمها بل جل ما فيها خوف ، أما غرور الطغيان إنما خدعة نخدع بها أنفسنا فحتى عند توافق الحياة مع توقعاتنا فنحن من توافقنا مع صيرورتها وليست هي ، وتستمر الحياة في الحركة ونتربص بكراسي التوافقات الجانبية في طريق الحياة لنرتاح قليلا وبعد قليل نـٌجر عنها ونستمر في الحركة الى أن ننهار .
تتبارز افكارنا من خلال فقاعاتنا، نستلها ببراعة التبرير ونصيح بها في الاخرين بمفاهيم قد لا تكون سوى مفاهيم ، نرفع بها عقيرتنا بأنها الحقيقة وما الحقيقة إلا أفهوم اخر أحد معانيه الوجود، نتقاذف المفاهيم بكبرياء ساذج , نظن أن أذرع أفكارنا قد تطوق الوجود وتعصر ما فيه فينسال فكرا بشريا نرتوي من عصارته جوهر الحقيقة.
وهذه بعض ما نعتقد انها جواهر عصارات الوجود ، من بعض أقدر العصارين:
فمن أذرع أفكار فيلسوف الحديقة ابيقور نعتصر السعادة والتي هي تجنب الألم الحسي والإضطراب النفسي والفكري .
وأما الرواقيين فقسموا الاشياء ما تحت قدرتنا وما خارجها وأعلنوا أن السعادة التحكم بما نقدر وتقبل ما لا نقدر.
أما المعلم الاول ارسطو صاحب أخلاق الوسط الذهبي والحفاظ على التوازن.
اما سيد المثل افلاطون فلا يرى في هذه الدنيا إلا الظلال.
وامير الفلاسفة او نبيها اسبينوزا يرى السعادة في المعرفة فكلما عرفت نفسك ورغباتك بشكل أفضل اقتربت من سعادتك وكمال الشيء توظيف الشيء بكمال قدرته.
أما الشكاكين فذهبوا الى تعليق الاحكام على الاشياء لأننا لا نملك أن نعرف حقائقها وعليه نعمل بظاهرها بلا حكم يقيني على ماهياتها.
وبالنسبة لفرويد فالحياة الجنسية الغير مكبوتة هي الحياة النفسية الصحية .
اما الحياة عند إدلر فهي الصدام وقوة المقاومة.
أما اللاوعي الجمعي والشخصية الإنطوائية والإنبساطية فهي أفكار يونج.
وأما نيتشه فالحياة للأقوى ولا مكان للضعيف .
اما فيكتور فرانكل فيرى بعد تجربته في معسكرات النازية فيرى أن خلق المعنى هو السعادة ووجود التوتر وتجاوز التوتر هو ما قد يخلق المعنى.
اما شوبنهاور فيرى الألم هو أصل وجودنا لأننا مخلوقات الرغبة وإرادة الحياة هي من تعصف بنا ولا نملك الا محاولة التخفيف والتأرجح بين الالم والملل.
وأما بوذا فرى أن أصل المعاناه والالم هي الرغبة واكتساب الهوية حيث اللاذات ولا وجود للأنا انما هي وهم.
وهناك الماديين والحسين واصحاب منهج اللذة والذين يرون التمتع باللذات الحسية الى أقصى حدودها هي السعادة ولاغير.
وهناك من يرى أنه لا يوجد شيء موضوعي اسمه سعادة انما هي توصيف لأوقات واعمال المتعة ونتيجة وهم التعميم الفكري تم الاعتقاد بتصور وجود ذاتي مستقل تام لشيء اسمه السعادة يمكن اكتسابه ومنهم الاسميين.
أما فيلسوف النقد والواجب كانت فللعقل حدود ولكنه العقل وللأخلاق مرجعية مطلقة واجبة الاتباع.
وسيد الجدلية والتعقيد هيجل فيرى الفكرة تحمل تناقضاتها الداخلية مما يؤدي الى نفي الفكرة وظهور فكرة جديدة.
أما ماركس فأخذ جدلية هيجل وألبسها المادة بدل الفكر وأضاف على قانوني التناقض والنفي لهيجل قانون نفي النفي.
والايمان الديني هو رسالة الرسل للإنسانية
هذه بعض عصارات الأفكار وأقر أن ما ذكرته ما هو إلا إختزال بل تضليل وإجحاف بحق الأفكار ومفكريها وإن فهمي القاصر والخاطئ هو ماذكر اعلاه ولكن غرضي لم يكن العرض ولا الترتيب بأي شكل كان ولكن الاشارة الى جزء ضئيل من كم التنوعات الفكرية لحلقات دخان صيرورة الوجود المنبعثة من بعض أعظم العقول الإنسانية.