نغفل كثيرا عن نقاش ماهية الوقت، بل ولن أبالغ إذا قلت أن لا أحد فينا يعرف ماهو أصلا، هل الزمن هو الوقت؟ هل الوقت هو الساعة؟ هل الساعة هي ما يمكن حسابه كرونولوجيا؟ ماذا لو لم يكن هناك ساعة، هل سيختفي الوقت؟ هل الزمن موجود أصلا أم أنه مجرد مفهوم؟ لماذا يختلف الوقت بحسب المزاج والحالة النفسية؟ هل يعني هذا أننا قادرون على التأثير على الوقت؟
لنأخذ الأمر من زاوية فلسفية، اول من اهتم بهذه المشكلة بشكل واضح هو الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون الذي ميز بين ما يسميه الزمن النفسي والداخلي والزمن الواقعي الموضوعي، فلكل شخص بوصلة زمنية نفسية تجعله يشعر بالزمن بطريقته عن طريق ما يسميه هو بالحدس الداخلي، والذي يختلف تماما عن الزمن الخارجي الذي نسيمه الساعة او الوقت العالمي، إذا جلسنا مع من نحب يوم كامل سوف نشعر بأنه مجرد دقيقة، لكن إذا مرضنا لنصف ساعة سنشعر بأنها عشر سنوات، ومن هذه الفكرة -الزمن النفسي -في قصة نوم أهل الكهف لـ800 سنة شعروا بها كيوم او نصف يوم مثلا وكذلك حال الاموات حين يبعثون في الروايات الدينية .
الزمن له وجود مستقل خارج عن أجسادنا وهو وجود نسبي محكوم بقواعد الزمكان ، فالسنة 88 يوم في المشتري و678 يوم في المريخ و 30،660 يوما في اوزرانوس 90،560 في بلوتو، في حين ان كواكب أخرى يومها أكثر من سنوات كواكب أخرى، واليوم في الاخرة حسب الديانات التوحيدية مقداره 50 ألف سنة، ربما بسبب اختلاف ابعاد الزمكان .
في رأيك كيف يمكن ان نستغل فهم الفرق بين الزمن والوقت في حياتنا المهنية والشخصية؟ هل يمكن ان يكون من الجيد التركيز على الزمن النفسي بدل الزمن الواقعي؟
التعليقات