كيف يمكن للآلاتِ ان ترغب


التعليقات

ليس بوسعنا أن نتحركَ وننخرطَ في الحياةِ دونَ أن نشعرَ بدعمها وحمايتها لنا. عندما تتخلى عنا، نفتقدُ النابضَ الضروريَ للقيامِ بأيّ عمل، مهما كانتْ درجةُ أهميته.

هذه الجملة لم أجدها مؤثرة البتة، لأنني أؤمن ان بعض البشر، "الذين ينجحون فيما بعد"، هم أكثر فئة بئيسة تتمسك في الحياة وتخرق العادة، وتكون نوعا ما استثناء، وعلى قدر من مقاومتهم، يكون نجاحهم مدويا، وعلى قدر وصولهم للقاع يكون ارتفاعم عاليا.. للأسف هذا المستوى عالي للغاية وبشر نادرون من وصلوا له..

كيف يمكننا التحركُ ونحنُ نعلمُ أننا محكومونَ بمصير؟ كيفَ يمكنُ للآلاتِ أن ترغب؟

هذه الفكرة جعلتني أيأس طويلا، اعذرني لكن لا يمكنني أن أعرض وجهة نظري إلا أذا رجعت لخلفية دينية، وهذا ما كان قشتة أملي الأخيرة، تسائلت منذ صغري، حين صرخت أول مرة في هذه الدنيا كُتب قدري، كتب هل انا مجرمة ام صالحة؟

هل انا ناجحة ام فاشلة، أنا سأعمر في الأرض، أم سأموت في ريعان شبابي..

ولا انكر أني كنت أبكي بشدة مشفقة على هذا الحال، لما علي المقاومة، لما علي أن أدرس، او استيقط حتى..

سمعت في إحدى المرات أنه في ليلة القدر يتم فيها تغيير الاقدار، لم أصدق هذا وظننته مجرد حديث وتفاهة بشر، وبحث أن العديد من البشر يمكن ان يتغير قدرهم، وكام هذا أمرا مفرحا لي..

وآمنت به بشكل افضل حين قرأت أن فرعون كان قدره قد تغير بسبب إلحاح دعاء موسى عليه السلام بسبب الظلم، فقبل أن ينفلق البحر ويغلق على فرعون، كان قدره أن يعيش 40 سنة بعدها، لكمن تم تغييره..

لا اعرف إن كانت مجرد اسرائيليات، أو غير حقيقية، لكن فكرة تغيير القدر فعلا موجود، باجتهادك وإلحاحك بالدعاء ووضعك الأسباب، شعرت بهذا في إحدى المرات، وبطريقة غريبة تم تحقق ما كان مستحيلا..

لهذا أن أؤمن أننا لسنا محكومين بمصير، وقدرنا كُتب أجل، لكن نحن نغيره للأسوء أو الأفضل..

نحن لسنا الالات، نحن بشر، لدينا كل الحرية

أراك متفائلة زيادة هل يمكنك ان تتحدثي بهذا الكلام

لهذا أن أؤمن أننا لسنا محكومين بمصير، وقدرنا كُتب أجل، لكن نحن نغيره للأسوء أو الأفضل..
نحن لسنا الالات، نحن بشر، لدينا كل الحرية

لمن حكم عليه بسجن مؤبد مثلا

او لمن تعرض لمرض خطير لا شفاء منه

او لمن يعيش في بيئة قامعة جدا كحال ملايين الاناث في الوطن العربي وفي الهند وفي افغانستان وغيرها

انا شخصيا لقد حاولت مليار مرة ولم ولن تجدي معي اي محاولة لقد حاولت كثيرا في تغيير مصيري نعم نحن لسنا آلة لكي نبقى ثابتين على مصير واحد ولكن ان كانت كل الظروف اقوى منك ومجتمعة ضدك هنا ستتيقنين حتما وستسلمين بياس من ان محاولاتك في التغيير لن تجدي نفعا اطلاقا ولذلك لن يكون هناك فرق بينك وبين الآلة فكلاكما محكومان بمصير اقوى منكما وفي هذه الحالة نعود للسؤال مرة اخرى كيف يمكننا التحرك ونحن نعلم اننا مربوطون بمصير؟ كيف يمكن للالات ان ترغب؟ ان كنت تظنين ان بامكاننا التحرك والرغبة والطموح بحرية ونحن مربوطون بمصير ونحن نعلم تمام العلم ما ستؤؤل اليه باقي ايام حياتنا وما ستؤؤل اليه محاولاتنا العبثية وهو الفشل فقولي لنا كيف يمكننا الرغبة والتحرك في هذه الحالة اذن هل بامكانك ان تعطيني هذه الطريقة وهذه الكيفية في التحرك غير تلك الطريقة خاصتك التي ذكرتيها لاني بالفعل قد جربتها مليارات المرات ولم تنفع معي وإلا لما كنت قد تيقنت من مصيري المحتوم والا لكنت قد غيرته وعشت حياتي بحرية وسعادة وشغف وان كنت تظنين ان بامكان الالة ان ترغب وتنفصم عن مصيرها فاخبريني بالطريقة ارجوك وساكون لك شاكرة مدى الحياة

كيف لي أن اقنعك وانت بالكاد تصدين نفسك؟

أنا لو كنت أفغانية، وقبل ايام ذكرنا هذا الحديث، ماذا لو كنت افغانية، ماذا سيحدث؟ اليست نهايتن؟

لكن اجلسي بشكل عقلاني وفكري، أنا لا أخبرك أن تفكري بإيجابية، بل بمنطقية وعقلانية..

ماذا جرى للشاب الذي كان يريد أن يصبح لاعبا، فعلق في عجلة الطائرة ولقي حتفه، ماذا لو أخبرتك أنه كان كان سيكون لاعبا لكن بتهوره وأد حلمه؟

أنا فتاة أفغانية عمري 23 سنة، أتابع جامعتي، وحلمي ان أؤسس ماركة ملابس نسائية، لكن فجأة حدث ما حدث وقيل أن حقوق المرأة ستتراجع، هل هذا يعني انها نهاية كل شيء؟

لا، سأجلس وأفكر، على أي الجامعة ستزال مستمرة، لكن تم فرق الشباب والبنات، شيء جيد، سيتم إلباسي البرقع، سأسأل نفسي، لماذا؟ لكي أحمي نفسي ومن نظرات الذئاب والمجتمع، إذن لا بأس..

استمر في دراستي، ستكون بعد سنوات، جمعت مالا واشتغلت في مدرسة أيا كان وجمعت لبدء مشروع، لكن للأسف قيل لي أن ما أريده لن تسمح به طالبان، هل ستظل أفغانستان مقفلة للأبد؟

لن تفعل، بل ستأتي يوم وتفتح وسأخرج وبعدها هنا بلدان ستستقبلني..

لكن ماذا فعلت أنا؟

تكيفت أولا مع الوضع، وأيضا فكرت بعقلانية، ثم استغللت الوضع كي أعمل على نفسي..

كوريا الجنوبية قبل ايام طالبت أفغنستان ب300 أفغاني ليدخلوا اراضيها، ولم تمنعهم طالبان، لماذا؟

لأنهم كانوا متعلمين، أطباء، مهندسين، كتاب ومحامين..

حين ستعملين على نفسك وحينها ستكون هنالك فرصة.، مبرراتك واهية، ازيلي غشمة على عيينك، فهناك فرصة..

ستنقطع فرصتك في حالة واحدة ووحيدة هي : حين ستموتين

ههه للاسف واضح انك لم تعيشي وتجربي من قبل ان تري ارادتك وحريتك تسلب من امامك بمصير فرض عليك فرضا مصير لا مناص منه ولا مهرب هذا ما اقصده انا كل حدث وكل مشكلة يوجد لها حل هذه ما لا اقصده انا

ما اقصده هو المصير الذي لا مناص منه مصير مفروض ولا مهرب منه الحل الوحيد هو الاستسلام والخضوع له ولو قلتي انه لا وجود لمشكلة الا ولها حل فللاسف انت واهمة جدا وبعيدة عن الواقع جدا تحتاجين ان تفتحي عينيك على مصائب الناس الحقيقية وليست المزيفة يكفي فقط ان تتطلعي على حال الكثير من النساء في الوطن العربي

ستنقطع فرصتك في حالة واحدة ووحيدة هي : حين ستموتين

للأسف انت متفائلة بسذاجة

واضح أنك أنت من تضعين العقبات، لا تعرفين كيف عشت أنا كي تضعي مكاني المبررات..

ما خلقته أنا من رحم المستحيل حتى وصلت لما عليه الآن يكاد يكون خيالا، وهذا بشهادة العديد من هم حولي..

يمكنك أن أن تظلي في قوقعتك، إن لم تنقذي نفسك لن يفعل أي أحد..

أنا عشت في مجتمع ذكوري بامتياز، ومع ذلك كنت متمردة، ووضعت أمامي نهاية أن أسوء نهاية هي الموت..

حين ستلعبين بكل شيء بدون مخاوف، بعدها ستعرفين عن ما أتحدث، بدل أن تطلعي على حالات نساء الوطن العربي، التفتي لحالك، تهمني نفسي اولا، بعدها يمكن أن تاخذي وضع المنقذة

للأسف انت متفائلة بسذاجة

ما دمت عدلتها، فلم تفطني لها منذ ابداية، إن كانت سذاجتي جعلتني هكذا واثقة ولست مترردة، اللهم اجعل الجميع ساذجا..

التغيير الاول هو حين تسمعين تجارب الآخرين، بدل اتمسك العقيم بحال ليس مجديا

منذ فترة، كنت أخوض مع زميل نقاش حول المصطلحات التي نعيش هذه الحياة على أمل فهمها الصحيح وتطبيقها أدركت بعد فترة أن هذه المصطلحات هي من تكبلنا وتجعلنا مقيدين بتحقيقها

كنا سنكون أحرار ثم ولدنا مصطلحات باسم حماية الدولة والعادات والتقاليد والحرية والسجن والظلم والعدل، حاولنا خلق منظومة عن طريق بعض المصطلحات والتي بعدها تستوجب منا تحقيقها ووقعنا في الأسر نتيجة ذلك

كيف يمكننا التحركُ ونحنُ نعلمُ أننا محكومونَ بمصير؟ كيفَ يمكنُ للآلاتِ أن ترغب؟

بالنسبة لي فالمصطلحات التي ذكرتها هي من تجعلنا في مقام الآلات تعمل لتحقيقها فكيف سنتحرر في وجود تلك المصطلحات...

-2

تلك المصطلحات وضعناها لنعبر بها عن حالة معينة عرفناها وعبرنا عنها تلك المصطلحات تعبر عن شئ حقيقي اطلقنا عليه مصطلح معين لكي نقومه ونخرجه من العدم الى الوجود كما ان هذه المصطلحات التي ذكرتها هي التي تقومنا وترتب حياتنا افعالنا سلوكياتنا وافكارنا وليست قيودا نقيد انفسنا بها ماذا تريد يعني هل نمحي تلك المصطلحات مثلا اذا محيناها ستعم الفوضى ببساطة وستتدمر النظم الاحتماعية وسنعود من جديد كالحيوانات بلا منطق والمنطق هو من النطق ونا يميزك عن الحيوانات هو نطقك وكلامك ولغتك وتلك المصطلحات اللتي تذمها لو اردت العيش في بيئة اجتماعية فعليك الخضوع لقوانين اجتماعية تضبطك وتضبط سلوكك من اجل الحفاظ على منظومة اجتماعية سليمة وصلبة حتى لو اعتبرت ان تلك النظم تقييدا لحريتك ولو لم تعجبك حياة المدنية فتخلى عنها وعش وحدك فالغابة هذه هي ضريبة المدنية ان تضحي بالكثير من حريتك من اجل مجتمع متكامل صلب ومنظم بالنظم الاجتماعية التي هدفها الأول والاخير هو حماية تلك النظم والحفاظ على المجتمع منظما ولو على حساب الفرد

ونا يميزك عن الحيوانات هو نطقك وكلامك ولغتك

عذراً أختي الكريمة، أعتقد أنه من الأفضل ما "يميزنا كلنا" وليس أنا فقط

أنا أقصد أنه لما وضعنا المصطلحات أصبحنا نحاول جاهدتين تحقيقها وهذا أمر جيد، لكن المغالاة والتطرف في وضع حدود ومتطلبات جديدة للإنسان يجعله يشعر وكأنه يعيش ضمن حدود وينقصه أمر ما وهذا ما يشعره دائما بالاحتياج

-1

بالفعل اتفق

ولكن للاسف انا ليس ماهذا اقصده في مساهمتي بل ما وددت الاشارة اليه هؤلاء الذين لايجدون حتى ادنى فرصة لتحقيق اقل حقوقهم


فلسفة

مجتمع لمناقشة واستكشاف الأفكار الفلسفية. ناقش المفاهيم، النظريات، وأعمال الفلاسفة. شارك بأسئلتك، تحليلاتك، ونصائحك، وتواصل مع محبي الفلسفة لفهم أعمق للحياة والمعرفة.

7.7 ألف متابع