في أواخر التسعينييات كنت أدرس في معهد وكانت تدرسنا أستاذة للغة الفرنسية ترتدي الميكرو وهي تنورة اقصر من القصيرة كنا في بداية مراهقتنا فننزل تحت الطاولة لنتطلع إليها فكانت تقول لنا

tu le vois mais tu ne le touche pas

أي تراه لكن لا تستطيع لمسه.وقتها كانت الصلاة ممنوعة بالقانون و من يمسكونه متلبسا يسجن أما من يشتمون عليه رائحة التدين فمصيره التعذيب و السجن كما ساد الخمر و الموبقات و الحفلات الغنائية و غيرها من المفاسد فقد كان شعار المرحلة

3F

les femmes, les fétes ,le football

النساء,كرة القدم,الحفلات


في بداية الألفية الجديدة بدأ الجيل الجديد بالسؤال عن دينهم ومع إنتشار القنوات التلفزية بدأت بعض النساء بإرتداء الحجاب و بعض الشباب بالصلاة فكان معيار الإعتقال هو صلاة الصبح فالشاب الذي يصلي الصبح في الجامع يتم إعتقاله أما عن المفاسد فقد زادت و إنتشرت من خمر و مخدرات و غيرها مثل الزنى فقد كنا نسكن مثلا في المبيت الجامعي كل عمارة فيها شباب تقابلها عمارة فيها طالبات وكان كل شيء مباح

أذكر أنه مرة داهمنا الأمن في منزلنا ولما وجدوا قوارير خمر فارغة لم يكلمونا

كما كانوا يخطفون الشباب من أمام الجامع أتحدث دائما عن تونس في بداية الألفية


كل ذلك كان من أجل تجفيف منابع الإسلام هي خطة شيطانية إبتكرها عتاة العلمانية و الشيوعية في بلدي .

نفس هذه الفكرة يتم إستنساخها في عدد كبير من البلدان الآن فإذا زرت تونس الآن تجد المساجد عامرة و ترى نساء بالحجاب و النقاب تقريبا مازال التضييق مستمرا على اللحية إذا كانت تشبه سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لكن إذا كانت على الموضة السائدة فلا مشكل لكن هناك من يتبع السنة


أنا طبعا سعيد لأن هناك مزيج من الحق و الباطل فيمكنك أن تختار أي طريق تسلك بمشيئتك و لك كامل الحرية

لكن كيف ستميز الحق من الباطل وكل المنابر الآن مفتوحة لأهل الباطل و مغلقة امام أهل الحق .؟

هل ننافق أم نوافق أم نغادر البلاد كما قال إبن خلدون؟

كيف السبيل ؟