أدرك تماماً بأننا مجتمعاتٌ استهلاكية ، و هذا الاستهلاك لا يقتصر على السلع الغذائية والملابس والالكترونيات فحسب ، وإنما يشمل كلّ ما يدخل تحت بند الترفيه مثل مواقع التواصل والألعاب الالكترونية وغيرها . هذا النمط الاستهلاكي الذي نعيش فيه يزعجني وخاصة حينما يكون مطلوباً منك مسايرته رغماً عنك الى ان يصبح ذلك جزءاً من سلوكك مع مرور الوقت ..

مؤخراً أصبحت أحاول التقليل من هذا النمط الاستهلاكي من خلال التفكير دائماً في ما هو أكثر قيمة ، قررت الابتعاد التدريجي عن شبكات التواصل التي تستهلك الوقتَ دون فائدة حقيقية مثل فيسبوك وتويتر وانستجرام ، وعوضاً عنها أصبحت أختار ما أمضي وقتي فيه سواء كان تعلماً أو عملاً أو ترفيهاً أو استرخاءً ، هذا القرار جعلني اكتشف بأن مواقع التواصل تجعلنا مُتلقين طوال الوقت ، حتّى مفهوم المُشاركة يتحول مع مضيّ الوقت الى شيء أشبه بالتلقين واستهلاك العُمر والطاقات وبالتالي استهلاكك انت لتصبح أنت السلعة !