• عندما يذكر احدهم "التعاطف مع الناس" ما يخطر في البال فوراً هو الاهل، الاصحاب، وربما المشردين الجالسين امام بابك الان... ولكن لا احد يذكر هؤلاء المجبورين على تحمل تفاهاتنا طوال النهار

  • البائع في المتجر، موظف الاستعلامات، موظف البلدية، شرطي المرور، وتقريباً جميع الناس الذين نعتقد ان وجودهم مسلم بأمره في هذا العالم دون ان ننتبه لحقيقة انهم بشر

  • في الحقيقة، هؤلاء احوج الى ان نتفهم انهم يمرون بيوم سيءء اكثر من عائلتنا، اقربائنا، واحبائنا


  • يمضي كامل يومه وراء خزينة النقود، يعد ويضع، يعد ويضع، ثم في نهاية اليوم لا يتلقى سوى 0.00001% من المبلغ الذي باع به، وتربيته على الظهر، بعد خمسة عشر ساعة متواصلة من العمل

  • يمضي يومه واقفاً تحت اشعة الشمس... سأجاريك واقول انه يرتشي وفاسد ويكتب المخالفات دون سبب، ولكن هل جربت ان تكون في مكانه؟

  • يقدم الطعام الى طاولة من شخصين، طلب فيها هذان الشخصين طعاما بما يعادل راتبه لعشر ايام، ولم يأكلا سوا لقمة او لقمتين "لعيون البريستيج"... ومن ثم يوبخ من مديره مساءاً على الهاتف لانه خرج مبكراً من العمل، ويعود في اليوم التالي ليبدأ حياته الرائعة من جديد

  • تضطر الى مجاراة كافة المراجعين مهما كانوا سيئي الادب معها، لان الزبون دائما على حق، ووظيفتها ان تقدم لهم المساعدة... اطنان الاغبياء والجهلة والغير متعلمين... اطنان المشاكل اللامنطقية التي تواجهها كل يوم... اطنان اوجاع الرأس التي تغزو رأسها

  • تقف لثمانية ساعات وهية تحاول تعليم أبنائك فقط ليأتي رجل في الاربعين من عمره بعد الدوام ويخبرها ان ابنه لا ينجح لانها لا تبذل جهدا كافيا في تدريسه، غير مدرك لان ابنه هو عضو من صف فيه 40 طالب، و39 منهم يفهمون الدرس جيدا...


بصراحة هي افكار عشوائية وحقيقية جدا عن حياة هؤلاء، لا ادري ان كان الناس لا يعرفون هذا سلفاً، ولكن ما قصة التهجم على الموظفين والعصبية وتفريغ الغضب...

المعلمة او موظفة البنك او بائع السوبر ماركت او شرطي المرور، كلهم أيامهم أسوا مما تتصور، حتى مزاحك الثقيل معهم قد يسبب لهم ازمات نفسية تجعل نهارهم اسوا، وصدقني ليسوا بحاجتك، فنهارهم سيء سلفا.

حاول في المرة القادمة التي تشتري فيها من السوبر ماركت، عندما تتحدث مع معلمة طفلك الصغير الغالي، عندما تقف مع شرطي المرور، عندما تنجز اعمالك في البنك، ان تتذكر ان هؤلاء الذين يقومون بخدمتك هم بشر ايضا، هم ايضا لهم مشاعر وقدرة على الاحتمال، ربما كلماتك الفظة تسبب لهم امراضا حقيقية، لذا اختصر.