كمواطن عربي متابع للأخبار والدراسات، لا يسعني إلا أن ألاحظ شيئًا مؤلمًا: كلما تصاعدت الحروب، كلما شعرت شعوبنا بأن صوتها لا يُسمع، وأن حكامها يبتعدون عن مسؤولياتهم الأساسية. هذه المعادلة ليست مجرد سياسة، بل تُترجم مباشرة إلى ألم نفسي جماعي.

الحرب ليست مجرد أرض ودبابات القصص من غزة ليست مجرد أرقام أو صور على شاشات التلفزيون. الدراسات الحديثة تظهر تأثير الحروب على الصحة النفسية: ارتفاع معدلات الاكتئاب، اضطرابات القلق، وحتى ما يعرف باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). في استطلاع حديث شمل آلاف المواطنين في 16 دولة عربية، اعترف 97٪ منهم بأنهم يعانون من توتر نفسي شديد بسبب الحرب في غزة.

الإدارة الفاسدة تضاعف الضررالمشكلة ليست فقط في الحرب نفسها، بل في طريقة إدارتها من قبل الحكام. حين يُستمر في القتال دون أي استماع لمطالب الشعب، أو حين تُهمّش أصوات المواطنين، يُضاعف هذا من الشعور بالعجز واليأس. دراسات علمية حول الثقة السياسية أظهرت أن انخفاض الثقة بالحكومات يرتبط مباشرة بارتفاع معدلات الاكتئاب والاضطرابات النفسية. ما يزيد الأمر سوءًا هو الشعور الجماعي بالخذلان المواطن يشاهد الحكام يركزون على مصالحهم السياسية، بينما تتألم الشعوب بلا حماية. ينتج عن ذلك حنق جماعي، ليس على الحرب فقط، بل على ضعف الموقف الرسمي تجاه حقوق الفلسطينيين، وفقدان العدالة والمساءلة.