هل ما زلنا نعيش فعلًا… أم نكتفي بمشاهدة أنفسنا نعيش؟
جيل كامل تربّى أمام الشاشات، يتنقّل بين الصور كما لو كانت حقائق، ويقيس نبضه بعدد الإعجابات لا بدقات القلب. أصبحنا نعيش في المقارنة لا في التجربة، نُراقب أكثر مما نحاول، نُعلّق أكثر مما نُنجز، ونحكم على الحياة من وراء الزجاج.
صرنا نرى نجاح الآخرين لا عرقهم، نغار من النتائج دون أن نحتمل الطريق، نطلب الوميض لا الوقود، واللحظة لا الرحلة. كل صورة متقنة تسحب من أرواحنا إيماننا بالتدرج، وتزرع فينا شعورًا بأننا متأخرون… رغم أننا فقط في الطريق.
يا صديقي، ليست الحياة ساحة سباق بل حقل زراعة. لا تُقارن نبتتك بشجرةٍ نمت قبلك بسنوات. عِش تجربتك، تذوّق فشلك، احتفل بمحاولتك، لأن التجربة الحقيقية لا تُنشر… بل تُعاش.
فاسأل نفسك بصدق:
هل أنت تعيش يومك… أم تُقارن لقطة من حياتك بلقطةٍ من حياة غيرك؟
التعليقات