بعض الناس لا يحتملون الصفاء. لا يُريحهم الهدوء، لا يطمئنون للنقاء، يشعرون بالتهديد كلما رأوا شيئًا نقيًا، بسيطًا، واضحًا. كأنّ الطين في داخلهم يُلحّ عليهم أن يخرج. أن يُرمى. أن يُفسد.
تطرح عليهم الحقيقة؟ يشتكّون.
تفتح لهم قلبك؟ يفسّرونه ضعفًا.
تعطيهم مساحة من الثقة؟ يستغلونها.
تسقيهم من ماء صافٍ؟ يرمون فيه حفنة من الطين فقط ليروا كيف يتغيّر لونه.
حتى إنهم قد لا يفعلون ذلك غالبا بسوء نية… بعضهم فقط لا يعرف كيف يعيش بلا فوضى. لقد اعتاد أن يشرب من الماء العكر، فلا يصدق أن هناك شيئًا اسمه ماء صاف.
قد يصل بهم الحال إلى إدّعاء الكرم و لا يكتنزون الطين لانفسهم… بل ينثرونه على من حولهم، ثم يشتكون وساخة العالم الذي شكلوه.
التعليقات