في كل عام يخرجون علينا بالورود البلاستيكية، والعبارات المستنسخة، والمجاملات الجوفاء. "كل عام وأنتِ بخير"، "أنتِ نصف المجتمع"، و"وردة لكل امرأة رائعة!" وكأننا ننتظر وردة أو تهنئة لنشعر بقيمتنا! لكن ماذا بعد انتهاء هذا اليوم؟ هل ستُرفع الأجور؟ هل ستحصل العاطلات عن العمل على فرصتهن؟ هل ستنتهي المعاملة الدونية في بعض البيوت وأماكن العمل؟

أجلس مع نفسي اليوم، كعفيفة وأضحك بسخرية... كم من مرة قيل لي "أنتِ قوية"، فقط لأنني تحملت ظلمًا ولم أشتكِ؟ كم من مرة مُدحت "صبركِ" بينما كان يُفترض أن أغضب وأطالب بحقي؟ كم من مرة طُلِب مني "التفهم" بينما الطرف الآخر لا يفكر حتى في تقديم أبسط التنازلات؟

أتذكر يومًا كنتُ فيه في موقف صعب، أحتاج دعماً حقيقيًا، لا كلامًا معسولًا. أتذكر كيف كنتُ مطالَبة بأن أكون "المرأة الحديدية"، القادرة على حل مشاكلها بنفسها، بينما في المناسبات مثل اليوم، يُقال لي: "نحن معكِ"!

إلى كل امرأة تقرأ كلماتي اليوم، لا تنتظري هذا اليوم ليُشعروكِ بقيمتكِ. لا تنتظري تصفيقًا على تضحياتكِ، أو مديحًا على صبركِ. كوني كما تريدين، دافعي عن نفسكِ، قولي "لا" متى ما وجب قولها، ارفضي المجاملات الفارغة، وطالبي بالأفعال لا الأقوال.

أما أنتِ يا "أنا"، فاعلمي أن قوتكِ ليست في قدرتكِ على التحمل فقط، بل في إدراككِ متى يجب أن تتوقفي عن التحمل حقا.

وأنت ما رسالتكِ لنفسكِ وللأخريات؟