بسم الله الرحمن الرحيم

الحديث في الخيال

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد،،،

قد يكون عدوّ الطبّ النفسي الأوَّل هو الحديث مع النفس، فهو يزدريه ويُطلق عليه أسفَه الأسماء، ولكن كيف للإنسان أن يُحاسب نفسه على تقصيره وعلى أخطائه وكيف له أن يُطوّر نفسه من دون أن يتحدث مع نفسه، فالطبّ النفسي أشبه بمن يدور على نفسه لسبب أو لغير سبب دون أن يُحاول فهم سبب دورانه على نفسه خوفاً من أن يطلق على نفسه أسم مريض نفسي أو مجنون. 

على أي حال يبدو أن للحديث مع النفس منافع لا حصر لها، ومنها ما نحن بصدده في هذا المقال، وهو أن هناك علاج يبدو غريب بعض الشيء ولكنه قد ينفع في علاج الأمراض وتسكين الآلام، وهو التحدُّث مع الألم في الخيال حين حدوثه بمنطق وكأنه إنسانٌ عاقل، وتبدأ بسؤاله عن سبب هذا الألم الذي يُحدثه، فتقوم بتخيّل ردوده على أسئلتك، ومع الحديث قليلاً قد يرفع المُتحدَث معه في الخيال الألم أو بعض الشعور بالألم، وقد يظهر ذلك في التخيّل لا إرادياً، فيتخيّل المرء خروج بعض الأشياء من جسده التي يُخرجها الألم أو المُتحدَث معه في الخيال ولكنه قد يترك الكثير من الألم الباقي فيجب أن يسأله المرء قائلاً: وماذا عن هذا الباقي؟

وحينها قد يبدأ بسحب الألم كُلُّه، وقد يختفي حقاً الألم حينها ولا يبقى له أثر ليس في الخيال وإنما في الواقع، أما في الخيال فقد يبقى أثر للأشياء المُتخيّلة والتي لا يُعرَف ما كُنهها، وقد تبدو متروكة مهملة على وضعها منذ أن خرجت من الجسد في الخيال، هذا والله أعلم ونرجو للجميع الشفاء العاجل من كل الأمراض والسلام علينا وعليكم وعلى الأقدم الأقدم.