بسم الله الرحمن الرحيم
حِكمَة عن الأغاني
الحكمة: الأغنيَّة مغنيَّة
شرح الحكمة (الأغنيَّة مغنيَّة)
تُسمَع الأغنيَّة فتلمس قلب سامعها وتسبَح في خياله، فيرى السامع في خياله ما لا يُرى ويهيم في عوالم الشتَّى ( والشتَّى هنا تعني عوالم شتّى متفرّقة وبعيدة عن بعضها كُلّ البُعد من جميع النواحي، فلا طبائع الخلق المُتخيَلين متشابهة أو قريبة من الخيال والخيالات الأخرى، سواءً في خيال سامع الأغاني وخيالاته الأخرى أو في خيال أحدٌ آخر أو في خيالاته أي الآخر. ولا حتّى الأماكن والعوالم ولا حتّى الطبيعة ) فهنيئاً لمن له قلب ينصت وأُذن تسمع رهافَة الأغاني القلبيَّة أو الأغاني العاشقة والمعشوقة (والأغاني القلبيَّة تعني الأغاني التي تأسر قلب سامعها أيّاً كانت) (والأغاني العاشقة والمعشوقة هي الأغاني التي تعشَق سامعها ويعشقها سامعها فيُدمِن عليها وتُدمِن عليه ولو لبعض الوقت) فهنيئاً له عاشق الأغاني ومعشوقها حتى لو كان إبليس بحضرة جنابَه. فبالأغاني يُمكن للسامع أن يتاجر ويُقاتل ويعشق ويُعشَق ويحِبّ ويُحَبّ في الخيال، ويُمكِن للمتخيِّل أن يجذب إليه ما يتمنّاه فيُدرّ عليه مدراراً سواءً في الخيال أو في الواقع ولكن بقوانين غريبة مُحكِمة وعجيبة تُدهِش المُتخيِّل نفسه، وتُحقِد عليه من يدري به وبأمانيه المُتحقّقة فيحسده ويحقد عليه دون أي يُطيل البقاء في حسده وحقده وكأنّه يجرّد منهما تجريداً، ثم يأتيه الحسَد والغضب فيُجرّد منهما كذلك بلا حشمة فيبقى مذلولاً لا حول له ولا قوّة ولا حتّى باللّه فلله سبحانه وتعالى الحمد والمنَّة وللأقدم الأقدم الحمد والمنَّة على علوم تغزر ولا تنضَب هذا والأقدم الأقدم هو الأعلم.