نسبة كبيرة من المعلومات والمعرفة نتعلمها ولن نحتاجها حتى الممات هل يمكن تجنب ذالك ؟

صراحة أنا لا أؤمن أن الإنسان يتعلم شيئا لن يستفاد منه إلا إذا تم إجباره على ذلك، وحتى في هذه الحالة يمكن الاستفادة مما تعلمه لو أنه أراد ذلك فقط، أنا حبي للغة العربية ورغم أن تخصصي كان العلوم وكان اهتمامي الأساسي طوال سنين دراستي هي العلوم، إلا أنني أعمل حاليا في الكتابة في مجال العمل الحر، لو كنت أفكر بنفس الطريقة التي أشرت إليها كنت سأقول لماذا أعطي اهتماما للغة العربية وأنا مجال دراستي حتى لا يحتاجها وأدرس بلغة مختلفة، ولكن ما حدث أنني حولت اهتمام لمصدر دخل إضافي وعمل أنتفع وأنفع به، لهذا لا يوجد لا شيء لا يمكنك الاستفادة منه إلا إذا قررت أنت ذلك.

لماذا من الأساس تريد تجنب المعلومات والمعرفة الزائدة؟ كل معلومة أو فكرة جديدة هي توسيع لمدراكك وثقافتك، وقد تتفاجئ أن معلومة قديمة جدًا قرأتها هي سبب تغيير جذري في حياتك الآن وانت لا تدرك ذلك، لأن الأمر يحدث تلقائيًا بفعل التراكم، ثم لماذا ترغب أن تحد نفسك لإي معلومات أو مصادر محددة؟ أصلًا كيف ستعرف ما سيفيدك وما سيكون بلا هدف؟ من ناحية أخرى المعرفة تساعد في تطوير مراكز عقلك بشكل ملموس، خصوصًا المناطق المسؤولة عن التفكير المنطقي والإدراك، والمناطق المسؤولة عن الذاكرة، دون الدخول في تعقيدات علمية، كل معلومة حتى لو استخدمتها في نقاش عادي فقط، هذا يعتبر هدف في حد ذاته، لاحظ أن مهارة مثل التفكير النقدي، لا تتكون سوى بالمعرفة الغزيرة حت تستطيع التفرقة بين ما له فائدة وما ليس له.

هل يتفق حقاً أن تكون هناك معلومة لا تستفيد منها؟

قد أوافقك الرأي - بنسبة - لو كنت قلت مجالاً، فقد يتعلم الإنسان مجالاً أو بعض المعلومات التي قد لا تفيده في هذا المجال لأنه لن يعمل فيه أصلاً.

ولكن ألن تفيده هذه المعلومات في مجالات أخرى يمارسها يومياً؟

الحياة متكاملة يكمل كل جانب منها الجانب الآخر، ولذا لا تهرب من التعلم مهما كانت المعلومة، فحتى لو لم تستفد منها في مجالها فإنها ستفيدك في مجال آخر، وفي حياتك أيضاً.

ينطبق ذلك على كل ماهو عديم الفائدة إذ بامكاننا الحد من ذلك من خلال تقليص مصادر المدخلات بحيث تصبح مقتصرة فقط على ما نريد معرفته والتركيز على ما يمثّل قيمة لنا أما إن كانت معلومة قيّمة حتى وإن كنا لن نحتاجها فهي توسيع لمداركنا.