لن أنظر خلفي. سأعبر على ذكراهم كما عبروا. سألحق بهم بل سأسبقهم. تبًا لهؤلاء الأنانيين. كم أكرهكم وأتمنى لو لم أعرفكم. إن كنتم دفنتم الذكرى، فنحن أولى بذبحها ولن نكرمها بالدفن.
كما فعلتم.
من أكثر الخطوات التي تحتاج لوعي وثبات نفسي، تخطي مثل هذه العلاقات خاصة لو هناك مساحة من الذكريات والمواقف التي يصعب تجاوزها، ولكن هناك علاقات مسمومة محو من حياتنا يجعلها أكثر راحة وهدوء خاصة على المستوى الشخصي. المهم أن نبدأ فعليا بذلك، وأولها قطع أي وسيلة تسمح بالتواصل معهم وقتما نحن للماضي. عن نفسي حذفت كافة التواصلات، وعندما تدفعني نفسي للحنين أذكرها كم كان مؤلم قربهم، وكيف لم يقدروا علاقتنا قيمتها الحقيقية
المشكلة أن كل شخص بالقصة نفسها يؤمن يقينًا أنه مظلوم. لا أحد يقول لقد أخطأت في حقك آسف، ومشكلة المظلوم الحقيقي أنه ينتظر الطرف السئ ليعتذر له ويعترف بخطأه مع أن الأمر غير منطقي. كيف لشخص سئ أن يمتلك ثقافة الاعتذار!
ومشكلة المظلوم الحقيقي أنه ينتظر الطرف السئ ليعتذر له ويعترف بخطأه مع أن الأمر غير منطقي
وأيضا أحيانا يظل المظلوم في دوامة الألم ولا يخرج نفسه منها بسبب تذكره لما فعله به البعض، فالحل هو التخلي عن هذه الفكرة والتقدم والبحث عن نفسك ومستقبلك وترك تلك الأفكار ورائك لأنها لن تفيد لأن الظالم والسيء لن يعود ويعتذر وحتى لو عاد واعتذر، فالمهم أن يكون الفرد قد تعافى وحده من هذه الامور.
هناك قصيدة ل ابن الرومي اجتزئت بعضها وأريدك أن تتأمّل هذه الأبيات التالية علّها توقظ فيك نَفساً جديداً مختلفاً عن نَفَس الكراهية والحقد الحالي:
فاستشفِ منهُ بصفحٍ أو معاتبةٍ .. فإنما يبرأ المصدورُ ما نفثا
واجعل طلابك للأوتار ما عَظُمَت .. ولا تكن لصغير الأمر مكترثا
والعفو أقربُ للتقوى وإن جُرُمٌ .. من مجرمٍ جَرَحَ الأكباد أو فَرَثا
يكفيك في العفو أن الله قرَّظهُ .. وَحياً إلى خير من صلّى ومن بُعِثَا
هذين البيتين الآخرين يذكرانني دائماً بفناء الدار والحالة التي أنا عليها الآن وهذا الأمر يجعلني أقوم بالعفو بشكل أسهل.
التعليقات