الله خلق عقول الناس متفاوته في اشخاص يتعلموا بشكل سريع والاخر بشكل بطئ فهل هذا صحيح
هل يجب ان تكون الافضل في الحياه مع الرغم ان الله خلق الناس مختلفين
أعتقد أن السؤال في العنوان ينتاول موضوعًا مختلفًا عن السؤال المكتوب في موضوع المساهمة، وكلاهما بصراحة موضوعان مهمان ومتكاملان، ولكن سؤال العنوان جذبني أكثر.
هل يجب ان تكون الافضل في الحياه مع الرغم ان الله خلق الناس مختلفين
ليس هناك ما يجبر الإنسان على أن يكون الأفضل في كل شيء يقوم به في الحياة. على الشخص أن يتقبل وجوده في المراكز ما دون الأولى أحيانًا، وألا يسعى إلى المثالية؛ فالمثالية مرهقة والكمال -كما نعرف- للخالق وحده.
النقطة الأخرى التي تحتملها الإجابة هي أن المقارنة بالآخرين من أبشع المظالم التي قد يرتكبها شخص في حق نفسه، وهي لا تقل ضررًا عن السعي إلى المثالية. راحة البال تكمن في مقارنة الشخص نفسه اليوم بنفسه الأمس، وليست مقارنة نفسه بغيره، أي أن كل واحد في سباق مع نفسه وليس ضد الآخرين.
من يضع هذا الهدف في حياته فلن ير السعادة يومًا. فمن ضمن أهميّة أهداف سمارت SMART أنّها تساعدنا في وضع أهداف واقعية وقابلة للتحقيق. وكما تعرفون فإنّ الطموح بأن يصبح الواحد منّا الأفضل فهو هدف غير واقعي وغير قابل للتحقيق. فما هي المعايير التي وفقها سأكون الأفضل؟ وكيف أقيسها؟ وكيف أعرف أنّني أفضل من ال 7 مليار نسمة من العالم الذين يسكنون الكوكب؟ أرأيتم؟ هو هدف مستحيل. فكيف أحوّله إلى هدف آخر مع مراعاة سمارت SMART؟ كيف أحسّن وأطوّر من نفسي؟ الآن الهدف صار واقعي وقابل للتحقيق والقياس ولوضع خطة مناسبة لتحقيقه ووفق معيار زمني محدّد.
نعم يجب أن تبذل كل ما في طاقتك لكي تقوم بتقديم الأفضل وبزيادة أيضاً، لإعمار حياتك ولإعمار الأرض ومحيطك من المقربين طبعاً في الدرجة الأولى، ولكن يأتي السؤال هنا: ما الذي نقصده بكلمة الأفضل؟ الأفضل هي صيغة مقارنة، أفضل من، أحسن من، أشطر من، وهنا في سؤالنا: أفضل ممن؟
الجواب بكل بساطة يجب أن تكون أفضل من ذاتك وأن تكون نقطة ارتكازك ذاتية، أن تتحدى نفسك وتُخرِج أفضل مما في نفسك أنت، أن تقوم بتحدي ذاتك يومياً، مصيبة القلق وال stress الحالي عندنا في المنطقة العربية والعالم هي أننا نقوم بمقارنة أنفسنا بالأخرين، وهذا ما يولد القلق الكبير والتعب الدائم، لإننا نقارن أنفسنا بظروفنا ضمن أشخاص أخرين بظروف مختلفة، عقلنا وما نعرف بعقله وما يعرف.
التعليقات