عند استقبالنا للحظة الأولى من النهار الجديد الذي كُتب لنا أن نعيشه، أول ما نفكر به هو الإمساك بهواتفنا، وتفقد الاشعارات الواردة، باحثين عن فرصة جديدة في كل رسالة واردة، أو بريد ألكتروني، ما نلبث أن نتفوه بأول كلمة عن الاهتمام بمنتج معين، إلا وتقوم صفحات المواقع بعرض نفسها واحداً تلو الآخر في آخر الأخبار، يدأ لص الوقت بسرقة أعمارنا بينما ننشغل في تصفح الإعلانات واحداً تلو الآخر، وفي النهاية نختار ما يناسب ميزانياتنا.

ولكن تخيل معي تجربة يتم فيها انقطاع شريان الحياة الرقمي إذ سمعت اليوم خبراً عاجلاً في الأخبار المحلية، بأن الانترنت سينقطع عن العالم ضمن خطة طويلة الأمد، للعودة إلى حياة أقل تشتتاً، والرجوع خطوات للوراء لينطلق السهم بثورة جديدة، قد تكون بعيدة عن سيطرة الانترنت والتكنولوجيا، وقد كنت مجبراً على اتخاذ قرار شراء عبر الانترنت للمرة الأخيرة، سيكون قرارك في هذه المرة مختلفاً من حيث الدوافع والديمومة، لما له من صلة بذكرى خالدة لتجربة أخيرة من نوعها، بالنسبة لي سأقوم باختيار شراء كتاب، فلم تخذلني الكتب أبداً.

أعتقد أن عملية الشراء ستقوم بالكف عن ماهيتك الداخلية وما الأمر الذي تركز عليه في حياتك، ٍسأنهي الحديث وفي هذه الأثناء أطلب منك أن تقوم بشراء آخر منتج عبر الانترنت ستقوم باستخدامه في هذه الرحلة المجهولة طويلة الأمد، ماذا سيكون المنتج؟