لماذا نحن نعيش؟
لماذا نعيش؟
راودني هذا التساؤل أو شبيه له البارحة بعد إحدى الكوارث الانسانية التي حدثت، المهم هنا ثمة أفكار صارعتني في مخيلتي مثل أننا نحضر أنفسنا للموت وقناعتنا بأنّ الحياة ما هي تحضير للموت وما بعده فقط، بعد ذلك ذلك عُدتُ إلى وعيي و كرت نفسي هنالك من هو يحبني و هنالك من أحبه، هؤلاء الأحبة نحن بحاجة إليهم، أيضًا ربما هنالك ـمل صغير مثل تحقيق أحلامنا وأهدافنا
ناهيك بأننا نعيش لأننا ولدنا لنحيا
الحب ووجود الأحبة يجعل للحياة طعم، أحيانا جميل وأحيانا للعكس، ولكن لا يمكن أن يكون جانب متعلق بالهدف من هذه الحياة، والإمام علي يقول:"أحب من شئت، فأنت مفارقه". ونحن لا نعيش فقط لأننا ولدنا ووجدنا نفسنا في هذه الحياة، بل يجب أن ندرك بأن الهدف هو تحسين وتطوير نفسنا وفهم مغزى الحياة الحقيقي اللامادي. لو كان الهدف هو التجهز للموت، لما ولدنا لأننا كنا أصلا في حالة موت قبل أن نأتي إلى هذه الدنيا، لم نكن عدما، ويطول الحديث في هذا الجانب. ولكن هذه التجربة المادية هي لنكتشف أنفسنا وماهيتنا ونواجه اختبرات لا يمكن أن نواجهها إلا من خلال هذه الحياة.
بأن الهدف هو تحسين وتطوير نفسنا وفهم مغزى الحياة الحقيقي اللامادي
ولكن عند الإصابة بالإحباط في الحياة قد نصل إلى استنتاج مفاده بأنّ الحياة عديمة الفائدة وبلا جدوى، وهي ممر نعبر منها للموت وما بعد موته بالطبع لا أدعو لمثل هذا التفكير كون مثل هذا التفكير قد يعيق تقدمنا نحو الامام.
مرحبًا ماري.
في سياق مثل هذه الأسئلة، أرى دائمًا أن الأمر يمثّل سلوكًا غير متعمّد من الإنسان لتعجيز نفسه. لأننا نطرح الأسئلة نفسها منذ قديم الأزل، خصوصًا هذه النوعية من الأسئلة التي شغلت الفلسفة بدرجة غير مسبوقة فيما يخص الفكر الإنساني المعاصر. وبالرغم من هذا الانشغال، وهذا التكريس منقطع النظير، فإن الأمر لم يمثّل أي إجابات بحثية واضحة مبنية على استنباط ممكن. وبالتالي فإن عجزنا عن وضع السؤال المناسب هو الأجدر بالاهتمام. لا أنكر أن هذا التساؤل يشغلنا جميعًا. لكنني أستعين بجزء من قصيدة أحد شعرائي المفضّلين في هذا الصدد، الشاعر الراحل رياض الصالح الحسين، حين قال:
فالأسئلة البسيطة قذيفة.
والأسئلة المعقّدة انتحار.
التعليقات