ستفتقد الدفء في حضن أمِّك، ستكبرُ إلى حدِّ أن تطيرَ بعيدًا عن البيت، ستعيش وحدك وهذا ما سيجعل الآخرين يصفّقون لك، سينظر لك الصغار بانبهار، ولكنك ستفتقد الطفل الذي كنتَه، سوف تتمنى لو بعت هذا كله وفي المقابل وضعت رأسك في حجرها، استسلمتَ لأصابعها في شعرِك، وسمعتَ دعاءها لك ونامت عينُك.

لقد كنتَ ساذجًا جدًّا؛ فراشةً جذبها ضوءُ المساحات الحرة فاحترقت، الآن تريد العودة لتلقّي الأوامر، أبواكَ كانا يعرفان دائمًا ما عليكَ فعله، كنت تتبرَّم من حدتِهما، الآن تودُّ أن تعود لتلك الأيام، تكتشف أن مسؤولية القرار الحرِّ ورطة، عبءٌ أثقل من كتفيكَ الصغيرتين ودماغك الذي تُلخبطُه مفترقات الطرق، تكتشف -متأخِّرًا جدًّا- أن حياةَ الكبار لا تُناسبُك

-شيماء هشام سعد