إن الإنسان من المنظور الرأسمالي هو كائن أناني نفعي يبحث عن مصالحه الخاصة والفرديه على حساب غيره فهو يسعى الي تحقيق اكبر قدر من المنافع والمكاسب على حساب خسارة غيره من الناس حيث تحقيق نفع يقابله ضرر في أطراف أخرى،،

بينما الإنسان من المنظور الشيوعي فهو كائن مادي يعمل ضمن نظام بيروقراطي جبري جامد القالب لايتخطاه ولايتعداه عنه قيد شعره كما لو انه كالسن في دولاب المروحه او كقطعة الترس الذي تعمل ضمن الأله، وهذا النظام الشيوعي المادي هو لاشك يلغي تماما الصفة الإنسانيه عن الإنسان بوصفه انسان مكرم عن سائر المخلوقات من الحيوانات والجمادات والنباتات ،،

وكذلك فإن النظام الرأسمالي النفعي هو بلاشك يلغي الإنسانية والبشريه عن الإنسان الذي هو أفضل مخلوقات الله تعالى على وجه الكوكب الأرضي ويصنع منه كائنا بهيميا شهوانيا ينصاع لأوامر شهواته فيصير جشعا ومجرما ومغتصبا لحقوق الغير لايعرف حدا شرعيا لحقوق غيره فينتهكها وتنتشر الفوضى والقتل والخراب على المستوى الفردي الخاص فينتشر الطلاق وينخفض عدد المتزوجين وتزداد حالات الاغتصاب والتحرشات وكذلك على المستوى الاجتماعي العام حيث ينتشر النهب والقتل والاحتيال وكسب الأموال من الطرق غير المشروعه .

بينما الإنسان من منظور الإسلام العظيم فهو كائن مكرم مستخلف في الأرض سخر الله له كل شيء لخدمته ونفعه هو وبني جنسه من نبات وحيوان وجماد وشمس وهواء ومعادن وان كل مافي الأرض هو لنفعه ونفع بني جنسه بموجب انه مستخلف في الأرض له صفة الخلافه التي بموجبها سجدت له الملائكة ووهب الله له من العلم مالم يهبه الله لملائكته ، حيث قال الله تعالى :

((وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفه فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين * قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك * قال إني اعلم مالا تعلمون * وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم علي الملائكة فقال انبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين * قالوا سبحانك لاعلم لنا الا ماعلمتنا إنك أنت العزيز الحكيم * قال يا آدم انبئهم بأسمائهم))

وبمثل هذا التصور للانسان من حيث انه مكرم مستخلف في الأرض فهو التصور الوحيد والحقيقي الذي يصلح لبناء المجتمع والحضارة والتمدن لانه تصور جاء من نور الوحي الرباني الذي لاينطق عن الهوى وهو طريق الرشاد الذي لاحيرة معه والاستقامة التي ليس معها ضلال ولا انحراف والسعادة التي ليس معها اي وصب ولاشقاء .