أعتقد بأن النجاح يصبح نجاحًا حين نراه نحن هكذا، وبنفس الكيفية نرى الفشل، مما يعني أن أحدنا قد يرى أنه فاشل لأنه قاس نجاحه بالمقياس الخطأ، وهذا شيء يحدث كل يوم، على سبيل المثال: الشخص غير القادر على الحفظ يعتقد بأنه فاشل، لأن التعليم يعتمد على مهارة الحفظ أكثر من أي مهارة أخرى في الذهن، وهي التي لا تتوفر لدى الجميع بنفس القوة. 

مقارنة مانسون

يعقد مارك مانسون في كتابه (فن اللا مبالاة) مقارنة بين شخصين، الأول هو فنان في فريق موسيقي مشهور، قام أفراد فريقه بطرده منه بعد نجاح كبير حققه الفريق، ذلك لأنه كان أكثرهم وسامة وشهرة، وبعد أن انهار الفنان على نفسه، حصل على زيجة رائعة، وأسرة سعيدة، ولما كان في لقاء تليفزيوني قال بأنه يشعر بالنجاح، فلقد أصبح ربًا لأسرة ناجحة وهذا يكفيه. 

والشخص الثاني هو فنان أيضًا، حقق نجاحات كبيرة تقدر بملايين الدولارات، لكنه لم يتمكن من تخطي مبيعات فريق آخر يضمر له الكراهية بسبب نزاع قديم، لقد أعلن هذا الرجل عن شعوره بالغبن، وعدم الرضا، هو يشعر بأنه فاشل. 

توضح هذه المقارنة أن كل من الشخصين حدد شعوره بالنجاح والفشل تبعًا للمقياس، وليس الحدث نفسه.

لكن هل نرضى بفتات الأمور؟

تتمثل المعضلة أمامي بأني غير قادر على الرضا بالفتات، خاصةً بعد بذل مجهود كبير على مدار سنين، لا يمكنني توقع أن أتساوى مع شخص عادي لا يملك شيء ولم يقدم شيء، لا يمكن أن ينتهي بي المطاف لهذه النقطة، فهذا ظلم كبير، وعلى الرغم من أني قمت بتخفيض حدود الطموح ومقياس النجاح إلى حيث يصبح واقعي وفي الإمكان، إلا أني لا زلت أواجه مشكلة في الشعور بالرضا.

فهل تشعر أنت بالرضا بما أنت عليه الآن؟ 

وما هو مقياسك للنجاح؟