السلام عليكم ، كما نعلم جميعا ان تغيبر المعتقدات يبدأ من تغيير الافكار لكن هل تغييرها فعلا بهذه السهولة ، انا اريد ان اسأل هل اذا فكر الشخص مثلا انه بصحة جيدة او انا حياته ناجحة هل سيتحول الامر الا واقع ام انها تظل مجرد افكار ؟
كيف يمكن تغيير معتقد معين من جدوره ؟
هذا يعتمد على نوعية المُعتقد نفسه
فإن كان المُعتقد متجذر في عقل الشخص، وبنى عليه أغلب حياته، فمن الصعب أو المستحيل تغيره
أما إن كان المُعتقد محدود، كأن تكون فكرة جديدة لم تأخذ الحيز الكافي لها في العقل بعد، فتغييرها يصبح أسهل.
وكذلك يمكننا النظر إلى المعتقدات التي تخدم المصلحة الشخصية، فإن علم الشخص أن هذا المُعتقد يفيده في حياته، فمن الصعب أيضًا تغيير أفكاره.
كما نعلم جميعا ان تغيبر المعتقدات يبدأ من تغيير الافكار لكن هل تغييرها فعلا بهذه السهولة
وفقا لعلم النفس فإن تغيير الأفكار والمعتقدات من أصعب العمليات، لأنها نتيجة لترسبات اجتماعية وثقافية تنتج بالإحتكاك مع المحيط والمقربين واؤثر فيها التوجهات الدينية والمستوى التعليمي وعوامل أخرى.
انا اريد ان اسأل هل اذا فكر الشخص مثلا انه بصحة جيدة او انا حياته ناجحة هل سيتحول الامر الا واقع ام انها تظل مجرد افكار ؟
في هكذا حالة الأمر مختلف، التفكير الايجابي سيكون بمثابة حافز لتشجيعك على المضي قدما والعمل بجد،
سيكون تأثيره إيجابي لا محالة، هناك عبارة قرأتها في أحد كتب التنمية البشرية تقول بأنك الشخص الذي تختار أن تكون عليه، بمعنى بأنك إذا فكرت بأنك شخص ناجح فإنك ستعمل على أن تكون كذلك أما إذا عاملت نفسك على أنك فاشل فستستسلم وتعيش كشخص فاشل.
أنا أفضل إستراتيجية الإعتراف بالواقع: أنا بدين، أكره شكل جسدي و الآخرون كذلك، و أشعر بشعور فضيع حيال ذلك و كل هذا أمر طبيعي و لست أختلقه و لست "شخصا سلبيا". الحل أن أذهب لصالة رياضية و أخسر الوزن بإستعمال تلك المشاعر السلبية كحافز.
الأشخاص بحاجة لتقبل أنفسهم حتى يصلوا إلى هذا المستوى ويتمكنوا من اتخاذ قرار التغيير. سيكون رائعا لو نجحوا في هذا.
بالنسبة لشخص يخبره صوته الداخلي بأنه بدين وقبيح، سيكون الأمر مجهدا. سيصل به الأمر حتى للإصابة بالهلوسة واهتزاز الثقة والاكتئاب.
مع العلم أن التحكم في هذا الصوت الداخلي ليس بالسهل لأنه صادر عن العقل. ووفقا لعلماء النفس فإن التجارب وأطر التفكير التي شكلت حياة الأشخاص في الماضي والمعتقدات التي تم تبنيها من المحيطين هي من تشكل هذا الصوت الداخلي، وسواء طال الأمر أو قصر فإنها ستعود للظهور في حياتهم، حتى ولو كان بعد سنوات طويلة.
بالنسبة لطفل تربى على عبارة " أنت فاشل" هل تعتقد أن التخلص من صدى هذا الصوت سيكون سهلا؟ بالتأكيد لا، سيحاول إثبات العكس وسيسعي للنجاح، لكن الصوت الداخلي سيبقى يردد بإستمرتر بأنه فاشل.
مواجهة الأصوات السلبية من الداخل تواجه بالإستماع إليها لأنه لا يمكن تجاهلها لكن مع بقية الأصوات الأخرى التي تصدر من العقل، الصوت السلبي يجب أن يجابهه صوت ايجابي. وان لم ينجح ستكون المساعدة الطبية ضرورية، هناك أدوية خاصة للحالات التي تسيطر عليها الأفكار الداخلية السلبية.
على ذكر المجرمين، هناك اتجاه يدعي أنّ المجرمين يولدون كذلك، وتساعدهم البيئة المحيطة ( التـأثير السلبي الذي تحدثنا عنه) على إظهار شخصيتهم الإجرامية.
لكني منفتح على القراءة عن الموضوع إذا كان لديك مراجع.
لا أتملك كتب مختصة في شرح هذه الفرضية، لكنني تعرضت للفكرة أثناء قرائتي لمقالات تشير إلى تأثير الصوت الداخلي على السلامة النفسية للأفراد، قد يساعدك معرفة هذا على ايجاد كتب في الموضوع.
مأرى أن المعتقدات الراسخة لا يتم استئصالها من جذورها، فهي تشبه البناء، والبناء يتم هدمه من أعلى ووصولًا للأسفل، يتم هذا عبر أعمال هدم منتظمة ومكثفة، يمكن لشخص أن يحصل على فكرة إيجابية، لكن ترسيخها في عقله (ذاكرته الحسية) يحتاج إلى تكرارها وممارستها.
أما التفكير وحده فهو لن يجدي نفعًا بدون تصرف، فليس منطقيًا أن أفكر بأني في صحة جيدة بينما أستمر في التدخين، أو أن أحقق شيئًا دون أن أقدم شيء، ومع هذا فلا أعتقد أن الشخص ليس بوسعه أن يحقق شيئًا دون أن يصدق في إمكانيته، حيث يخبرنا ابن سينا في هذا الشأن بأن الوهم نصف الداء، والطمأنينة نصف الدواء، أي أن المريض عليه أن يتحرر من وهم سيطرة المرض عليه، لأن هذا يرفع من كفاءة علاجه، ويركز الطب الحديث على الحالة المعنوية للمرضى.
هذه معضلة أخلاقية بالفعل، لكنها لا تغفل أسلوب العلاج بالوهم، وعلى كلٍ، ليس علي أن أقنع المريض بأنه شُفي من مرض لم يُشفى منه بعد، لكن أعطيه خطابًا تحفيزيًا بأنه بإمكانه فعلًا أن يتغلب على هذا المرض بإرادته الخاصة، فهذا يعزز من فرصة الشفاء ولا يجعلنا نقع في المعضلة الأخلاقية.
الكثير من المرضى بالفعل يبالغون بالشعور السلبي حول مرضهم، لأن المرض يضع الشخص في حالة (اكتئاب) وفي حالة الاكتئاب يبالغ الإنسان في السلبيات ويركز عليها، ولا ينظر إلى الإيجابيات.
حسب رأيي الشخصي إن ما يدركه العقل وما يؤمن به الإنسان من أفكار ومعتقدات تنعكس على واقعه فإذا كنت أؤمن بنفسي وبقدراتي وأرى أنني إنسان ناجح وأنه أيا كانت العراقيل والصعوبات التي ستواجهني سأبقى صامدا ولن أعلن استسلامي فأكون بذلك أتحدى نفسي ، فكما يقال انأن العدو الأول للإنسان هو نفسه كلما كان الإنسان راضيا عن إمكانياته، صادقا مع ذاته ،مؤمنا بقدراته ، مقتنعا بمعتقداته كان ناجحا في حياته
التعليقات