يعاني الشباب العربي في زمننا الحاضر، من سمعة الانقسام والتناقض فيما يتبناه من أفكار وتوجهات تشكل طموحاته الحياتية بمختلف توجهاتها المعيشية والمهنية والعلمية والفكرية، حتى بات هذا الانقسام يشكل خطراً على معتقدات شعوبنا العربية التي هي في الأصل أي المعتقدات ليست إيجابية، إلا أن تبني معتقدات وأفكار جديدة باتت تهدد الهوية الوطنية والنسيج الداخلي، فالإيمان المطلق بصوابية معتقدات الآخرين وتبنيها ونقلها لمجتمعاتنا بشكل غير مدروس، من شأنها إن تحدث تصدعاً اجتماعياً مابين الأجيال، كما إن من شأن ذلك إن يؤدي لحصول صراع فكري مابين المبادئ الوطنية والجاذبات الخارجية، إلى جانب حصول صراع داخل الفرد مابين معتقدات مجتمعه ومغريات الخارج.

لذلك بات لزاماً على المجتمعات العربية والأنظمة السياسية القائمة بها، الدخول في حوارات حقيقية مع الاجيال الشابة، فهذه الأجيال عاصرت التكنولوجية ولم تعد غريبة عن أي مكون جاذب، ومعظم مجتمعاتنا هي مجتمعات مغلقة، وبالتالي من شأنه هذه الحوار الحفاظ على التمسك الداخلي وتقريب حجم الهوة مابين الممكن واللاممكن.