"شخصية المرء هي قَدَره" عبارة قالها: هِرَقْليطس، وإن كنت لا تعلم من هو فهو فيسلسوف يوناني (بالطبع ستعرف ذلك من اسمه) ولكنه كان فيما قبل عصر سقراط، وقد كانت معظم كتاباته حزينة حتى سمي بالفيلسوف الباكي.

بتأمل تلك العبارة ستصيبك عدة أفكار وتفسيرات مختلفة، حتى أن بعضها قد يتعارض مع الآخر، وعلى تلك المعاني أن تجد صيغة للتآلف فيما بينها.

شخصية المرء هي قدره، عبارة لأول وهلة تنسف لك فكرة أنك مسير بشكل كامل وتام ولا دخل لك في أحداث حياتك، وإنما تخبرك بشكل مباشر أن هناك لك دور فيما يحدث لك، وهو الجزء الخاص بشخصيتك، عبارة حكيمة ورقيقة ومفعمة بالمسؤولية، لا مكان هنا لنظرة الضحية أو للاتكال على الآخرين، وإنما شخصيتك هي التي تقوم على حياتك، وبناء عليه فالشخصية هي أفعالك وأفكارك، مخاوفك ومواطن شجاعتك، الكثير من الأشياء تجتمع كلها في بوتقة واحدة يمكنك تسميتها شخصيتك! تخبرك الجملة كأن بعض الأقدار المعلقة فقط متوقفة عليك، ومتوقفة على أفعالك في المناطق التي تمتلك فيها القدرة على اتخاذ أفعال، وردود أفعالك في المناطق التي تمتلك فيها ردود أفعال، وبناء عليه أنت الشخص الوحيد الذي يحرك حياتك بعد الله سبحانه وتعالى.

ألا تضعنا هذه العبارة أما الكثير من المسؤولية في كثير من المناطق التي نعتقد أليس لنا قرار فيها؟ هل تتفق مع هذه العبارة؟