كثير من الاختراعات والابتكارات المعاصرة نجد أنها لم تكن موجودة قبل عدة سنوات وهذا بات يطرح سؤالاً حول ماهية تلك الاختراعات وأهميتها وما هو سبب اختراعها الذي سوف يسهل على البشرية الكثير ،على سبيل المثال : الإنترنت اليوم ،كيف أوجد الإنسان الإنترنت من لا شيء هذا وحده كان له مراحل عدة قبل اكتشافه أو اختراعه وهي الاكتشافات والاختراعات السابقة له التي أدت في النهاية لاكتشاف الانترنت ،فلماذا لم يبقى الإنسان على حاله ما قبل الإنترنت ولماذا قام باكتشافه بعد كل الصعوبات التي واجهته كل هذا يندرج تحت مفهوم الحاجة أم الاختراع ،فلو لم يكن الإنسان بحاجة للانترنت فما فكر به أصلاً ولكن الحاجة هي أم الاختراع.
هل الحاجة أم الاختراع ؟ نعم
لا اعتقد ان هذه المقولة انطبق على وقتنا الحالي، فنحن الان نخترع تقنيات جديدة ليس لأننا نحتاجها بل لنستخدمها في السيطرة والتأثير، مثل تقنيات البيانات الضخمة وبعض تقنيات الذكاء الصناعي وغيرها، نحن حقا لسنا في حاجة الى هذه التقنيات، لكن يتم استخدامها في التحكم والسيطرة وتحليل افكار المجتمعات للسيطرة عليها
أختلف معك في وجهة نظرك يا أحمد، فأنا أؤمن أن الإختراع يأتي من دافع أو سبب يجعل صاحبه يُفكر ويُقدم على هذا الإختراع، وليس بالضروري أن يكون هذا السبب أو الدافع حاجة شخصية له، بل من الممكن أن يكون حاجة لمجتمعه أو لمجتمع أخر أو إختراع ليُقدمه لمكان أخر ولكن سيفيده على مستواه العملي.
حتى لو كانت الإختراعات الحالية من وجهة نظرك لا نحتاج إليها، فهناك من يحتاج إليها؛ حتى من يستخدموها في التحكم والسيطرة وتحليل الأفكار فهم بحاجة لها وتمثل لهم أمر ضروري من وجهة نظرهم.
هناك فرق بين الاحتياج وبين الرغبة يا حفصة، الانترنت والألات واجهزة الاتصال احترعت في وقت كانت البشرية تحتاجها احتياج حقيقي، اما الكثير من التقنيات الحديثة لا ارى من وجهة نظري ان لها احتياجا فعليا، على الأقل هذه وجهة نظري ووجهة نظر الكثيرين من رواد التكنولوجيا حول العالم من بينهم ايلون ماسك الذي يرى ان هذه التقنيات ليست فقط بلا فائدة بل انها خطيرة على البشرية
اتفق معك كثيرًا يا احمد بخصوص أننا نصنع أشياء الآن ونخلق لها حاجات، ونوهم المستخدم والعميل بأنه لن يعيش يومًا آخر من حياته إلا بهذا الاختراع
أنا لم أقل أن الإنترنت لا نحتاج إليه في يومنا هذا إذا ما تم استخدامه في المجال الذي تم اختراعه من أجله (المجالات التي تخدم البشرية) ،ولكن أردت فقط أن أوضح مفهوم (الحاجة أم الاختراع) فيما أراه مناسباً ،ولكي أوضح ما كنت أقصده أكثر سوف أسألك سؤالاً ،لماذا قبل 200 سنة أو أبعد من ذلك لم يكن هناك إنترنت أو بالأحرى لم يفكر فيه البشر حينئذ مع أنهم لهم قدرات بشرية مثلنا جوابك ربما سوف يكون لأنهم لم يكن لديهم علم كافي بما لدينا من علم اليوم ومع العلم أن علمنا اليوم أيضا لا يكفي للمستقبل كعلم يجب الوقوف عليه فكلما تعلمنا أكثر جهلنا اشياء كثيرة أكثر ،وهذه هي الحاجة التي من وجهة نظري تولد العلم والذي بدوره يولد الاختراع، وتصديقا لما أقول ،نحن اليوم نفكر في سيارات لا تسير على الأرض بل تطير في الهواء فحاجتنا إليها هو من دفعنا إلى التفكير فيها ولكن حاجتنا إليها لا تكفي إلى اختراع مثل هذه الاختراعات بل نحتاج أيضا للعلم و من ثم تطبيق هذا العلم على أرض الواقع لينتج هذا الاختراع ،ولكي الحرية من وجهة نظرك.
الحاجة أم الإختراع المقولة التي ألهمت البشرية لها قصة حقيقية قصة الغراب الذي اوشك على الموت عند العطش , حيث عندما كان يحلق ذهابا و ايابا لمح ابريق فيه ماء على شرفة احد المنازل فلم يستطع الشرب لان الماء كان في قاع الابريق و عاود التحليق لكنه لم يتحمل العطش و رجع الى الابريق فوضع فيه احجار حتى صعد الماء و شرب و ارتوى و كان يتابعه في هذه الاثناء رجل فقال الحاجة ام الاختراع, هذا المثل كان يتداوله الناس في القديم بكثرة الذي يعبر عن المفهوم الايجابي حيث احتياج الانساس يدفعه للبحث و التفكير المتواصل.
يرى الكثير من الناس أن الحاجة أدت إلي الاختراع مثلا يحتاج الانسان الي الانتقال من مكان الي اخر في وقت قليل فقد اخترعوا السيارات .. هذا الرأي قد نفاه الكاتب إبراهيم عبدالله حيث قال أن الاختراع هي أم الحاجة حيث كان العلماء يخترعون اختراعات جديدة او يطورون اختراعات سابقة ثم يجدون لها الحاجة يعني في الماضي حين تم اختراع السيارة لم يرى الناس بأنها لها أهمية كبيرة حيث كانوا ينتقلون بالخيول في ذلك الوقت والأمر استغرق ٥٠ عاما حتى اقتنعوا بأن السيارة افضل بكثير من الخيول مثلا في نقل البضائع الثقيلة وأنها لا تحتاج الي راحة الي اخره .
ولكن انا رأيي ان لا هناك اختراع اتولد بدون الحاجة الذي اخترع السيارة اختراع اختراعها لانه بحاجة الي شئ ينقله من مكان الي مكان وقت أقل ويحتاج الي شئ يقدر على تحمل أشياء ثقيلة ونقلها ويحتاج الي شئ يسير مسافات أطول في وقت أقل فاذا التفكير نفسه في اختراع اي شئ هو الحاجة له
كما ان الاكتشاف ايضا يؤدي الي الاختراع حيث حين تم اكتشاف الطاقة الكهربائية تم اختراع المصباح وعند اكتشاف الجاذبية الارضية تم اختراع الطائرة وهكذا.
"الحاجة أم الاختراع" مقولة صحيحة نسبيا، لو عدنا لتاريخ الاختراعات وخصوصا القديمة منها لوجدنا أن محركها الأساسي هو حاجة الانسان لتدليل مواقف معينة.
اليوم أيضا مازلت الاختراعات يُتوصل لها بشكل أساسي لهدف واحد وهو تسهيل حياة البشر وتلبية لمتطلبات العصر الحديث وطبيعة الحياة المعقدة، لكن هذا لا ينفي حقيقة أن بعض الاختراعات لم تحركها الحاجة بقدر ما كانت نتيجة فضول أو صدفة.
التعليقات