يعتبر الفوز باحترام الآخرين غاية يبتغيها الكثيرون، خاصة في بيئة العمل والتي تضم موظفين لهم خلفيات ثقافية وأفكار متباينة، ولتحقيق ذلك فعلى الشخص أن يتبع أسلوباً فريداً ونمطاً خاصاً في التعامل مع الناس وبيئة العمل من حوله، بالإضافة إلى احترام آراء الآخرين حتى عند الاختلاف في الرأي. ومن الأساليب التي تجعل الشخص محط احترام الجميع هو مشاركة الخبرات مع الآخرين، وسنتحدث في هذا السياق عن مجموعة من الأفكار أو العناصر التي تسهل من عملية نقل الخبرات للآخرين.

الدافع أو النية

لا بد لأي عمل ناجح من استحضار النية فيه، فإنما الأعمال بالنيات ولذلك فإن النية بإنجاز هذا العمل شيئ مهم جداً. ولا بد من معرفة أن نقل الخبرات عملية ذات خطوات ودوافع، وتجعل من بيئة العمل صحية ومفعمة بقيم العمل الجماعي و الإيجابية.

الخبرات الصادقة

من الضروري توفر الخبرة الصادقة المثبتة للمشاركين بخبراتهم، إذ أن وجود الخبرة الصادقة يرفع من ثقة الشخص واعتماد الآخرين عليه ومصداقية حديثه، تخيل أن زميل قد اصطدم يوماً بزميل عمل من النوع "المفتي" الذي يعرف في كل شيئ ولا يترك قضية تفوته للتعليق عليها، هل كان ليتخذ من كلامه مرجعاً، أو هل يلقي بالاً لكلامه، في المقابل هناك من زملاء العمل الذين عاصرت مثلهم في عملي من إن كانت له الخبرة الصادقة شاركها كاملة، وإن لم تكن اعتذر مؤدباً بعدم معرفته الواسعة بالأمر المطروح، وأوصى بفلان كونه أعلم منه.

التقبل ورقي الأسلوب

هنالك من الزملاء من اجتمعت لهم الخبرة و القوة في العلم، ولكن للأسف كانوا ممن ينقصهم الأسلوب، وقوة التعبير، أو كانوا ممن يستأثرون بمجالس الحديث، فلا يتركون الآخرين يعبرون عما في خواطرهم، وما يعتقدونه، وهذا النوع من الزملاء ينفر منه الآخرون، فلا يستحسنوا مجالسته ومشاركة الخبرات معه وإن كان داهية عصره، لذا فلا بد لمن أراد أن يكون موضع قبول الآخرين أن يكتسب من الأسلوب أحسنه ومن الكلام أقومه.

هل واجهتم خلال مسيرتكم العملية أو العلمية من الزملاء من جمع الخبرة وسوء التعامل؟ وهل كان هذا مدعاة للابتعاد عن هذا الشخص؟ وهل تعتبر نفسك مؤهلاً لمشاركة خبراتك مع الآخرين، أم هناك ما يعوق ذلك؟