أجراس إنذار تخبرك أن تنتبه قد تكون في علاقة غير مناسبة

كيف توصلتِ للتفكير بها؟

لم اكن لأفكر بها دون أن يضعني الله في تجربة تسوق ذاك المعنى لي.

ما هي المواقف أو المؤشرات التي تعني بالضرورة وجود مثل هذا الإنذار؟

سأضرب لك مثلاً، تخيل أنك سعيت للحصول على جواب قبول بإحدى الجامعات التي طالما رغبت وتمنيت الحصول عليها. وما إن سافرت وبدأت الدراسة، شعرت أنك بلغت ما رجوته وتمنيته، ولا داعي لأن تتدارس وتقوم بمهامك.

وحسبت أن الأمر قد انتهى ولم يعد هنالك سبب لبذل المزيد.

هذا أيضًا يحدث في العلاقة، نجد أن إحداهن/أحدهم إذا رغب في التقرب من شريكه، ما إن يقترب،* يتوقف عن البذل*.

في حين أن كل العلاقات تحتاج دومًا إلى مداومة الإمداد، حتى تثمر وتزدهر العلاقة.

مثلما نحضر نبتة أحببنا رؤيتها، إذا رغبنا في أن تبقى، علينا أن نرويها يومًا بعد يوم، لا أن نستهدف أن نُميتها.

ويظن حينها الطرف الآخر، أنه بذل في البدايات وقد خطب ود شريكه، فلا حاجة للإرواء، ويتفنن في التجاهل حتى يصل رصيده عند الطرف الآخر إلى حد حرج، يجعل الطرف الآخر يشعر أن وجوده مضمون، وأنه لا سبيل للهجر والترك.

وهو لا يعرف أن نبتة العلاقة ماتت، ولم يكن عليها إلا أن تقتلع نفسها من هذه الأرض وتبحث عن من يُقدر وجودها ويبذل لدوام الود.

أرجو أن تكون قد اتضح مقصدي.

أنا أيضَا اؤمن بالحدس بالشدة واود أن اضع له تقديرًا جيدًا في علاقتي بالناس، بالطبع ل احكم على شخصياتهم ولا اقوم بإقامة المشانق لهم لكن على الأقل اقوم بتحري الأحداث التي اقول انها تنفعني أو لا تنفعني، تتناسب معي أو لا تتناسب معي

الأمر يمكن أن يكون أعمق من التحري، إنه حِس مترفع داخلي لا يمكن أن يترك للفظ مثل التحرّي، حدس المرأة هو شعور يدفعها لشعور آخر، ولا أستغرب أن هذا الحدس سيودي بها إلى شعور اليقين الحقيقي في كثير من الأحيان تكون صائبة، أما الفعل وعدم الفعل والتحري يكون قد تجاوز الشعور فقط، وقد يدفع الحدس المرأة للتحري أنا أتفق، لكنني أتحدث عن باكرة هذا الشعور كإنذار وليس ما يتبعه من شك وتحري وتصرف.

أما بالنسبة للرجل فأكثر ما استغربه هو كون الرجل واضح وصريح ويكون لديه مؤشرات واضحة وقوية ومع ذلك يستمرون في علاقات فيها من الخطأ الكثير، لدي الكثير من الأمثلة عن رجال بيوتهم تمتليء بالجحيم بسبب عدم اختيارهم لنسوة صالحات للزواج، ومع أن الأدلة كانت واضحة إلا أنه اختار تجاوزها

لا أستطيع الحكم، الرجال لديهم الكثير من الصفات التي نحن كنساء لن نفهمها كما هم لم يفهموا الكثير من صفاتنا، دخول الرجل في علاقة يراها جميع من حوله أنها خاطئة هو أمر نسبي، ولا أعتقد أن بإمكاننا تصنيف النسوة إلى صالحات للزواج وغير ذلك، حتى لو توفرت الأدلة على أن بيوتهم كالجحيم، هذا لا يعني فقط حصرهُنّ ضمن هذا التصنيف.

كيف يمكن أن تعيش مع شك لديك نسبة شك فيه ولا كانت 1%!؟

ليس بالضرورة أن يكون الشك في المواضيع التي تؤثر بالدرجة الأولى على العلاقة، فمثلا إذا شممت رائحة شخص يدخن في ملابسه، قد تخطر في ذهني العديد من الاحتمالات "شكوك" من بينها أنه أصبح يدخن أو أنه يصاحب أحد مدخن..، عندما أسأله إذا كانت الثقة موجودة سيخبرني بجوابه وأصدقه وتنتهي الشكوك، هنا لن يؤثر الشك أبدا.

في رأيي هي أخد الخطوط الحمراء التي تؤدي إلى كوارث لاحقة في التفاهم وفي تسيير الحياة الزوجية.

إذا كانت الشكوك متواصلة وفي الأشياء التي تؤثر على العلاقة كشكوك الخيانة دون أن يجد الطرف الذي يشك الإجابة الشافية على كل شك بكل تأكيد ستتأثر العلاقة وقد تنتهي حتى، فإذا لم تكن الثقة موجودة سيصعب اكمال الطريق ( انه رأيي الحالي دون تجربة، فقد يصبر أحد الطرفين حتى يتأكد أو قد تظهر تلك الشكوك مجرد وسوسة وتنتهي، فقرار انهاء العلاقة الزوجية ليس بهذه السهولة يجب أن تكون متينة)

لذا لا أعلم ماذا تقصدين بقد يتقبلان الشك في حدود معينة؟

من الصعب أن تجد علاقة أي كانت نوعها بنسبة ثقة 100% ومعظم الأشخاص الذين يقولون ذلك يخدعون أنفسهم فنحن نبقي أناس ونخطئ ونتوقع من الشخص الذي معنا أن يخطأ أيضا، لهذا نسبة الشك موجودة حتى لو كانت بنسبة ضئيلة.

الشك في رأيي يؤدي لكثير من المنافذ الأخرى مثل الخيانة والكذب وتبادل الإتهامات، كيف يمكن أن تعيش مع شك لديك نسبة شك فيه ولا كانت 1%!؟

لدي مثل هذا التساؤول تمامًا لماذا تضع جهدًا في شخص لا تثق به من الأساس، ولكن اعتقد أن الصديق المجهول يقصد نسبة المنطقية المعقولة والمنطقية التي يمكنك من خلالها أن تتخذ مواقف تضمن بها حقوقًا، لكن خانه الأمر في اختيار كلمة شك

في رأيي هي أخد الخطوط الحمراء التي تؤدي إلى كوارث لاحقة في التفاهم وفي تسيير الحياة الزوجية.

أنا أيضَا أرى ذلك

لذا لا أعلم ماذا تقصدين بقد يتقبلان الشك في حدود معينة؟

اظن أنها اساءت اختيار لفظ الشك بالعقلانية وإلا أنا أيضَا أرى أنه لماذا اعذب نفسي بالشك؟

اعتقد أننا لا نملك هذه الثقافة في المجتمع العربي.

مقارنة بالأجيال الماضية أعتقد أن هذه الثقافة تتكون تدريجيا، بالنسبة لى العلاقة الزوجية شيء مقدس جدا إذا قل الاحترام أو الصدق ستصبح مثل معظم العلاقات شبه الفاشلة، وإذا وصلت لتلك الدرجة يجب إنقادها بدل تركها كما هي.

حقًا؟ هل يمكنك اقتراح حلول مثلًا؟

أعتقد أن أفضل الحلول في جميعها الافصاح بما يجول في الذهن، فإذا كنت أتعرض للانتقاد الدائم من قبل الطرف الآخر سأخبره عن سبب كل هذا ونحاول الوصول لحل مشترك.

أما إذا تحدثنا عن الانعزال مثلا إذا كان لفترة من الممكن أن يمر بها الشخص بضغوطات فلابأس بذلك، فنحن أحيانا بحاجة أن نبقي نفكر لوحدنا ويجب أن نحترم هذا الأمر، أما إذا كان مفرط فيه يجب أن نرجع لمحاولة التفاهم لأن بعد الزوجين عن بعضهما له آثار سلبية عديدة.