"اِسع وراء هدفك" "عليك أن تمتلك هدفاً" "كلما بذلت مجهوداً أكبر ستقترب من تحقيق أهدافك"، هذه العبارات التي لطالما سمعناها تتردد منذ صغرنا وحتى الآن سواء ممن حولنا أو مما تربينا عليه من مشاعر العزيمة والإصرار في الوصول إلى الأهداف الأسمى في حياتنا.

لكن هل فكرنا يوماً أن هذا يضعنا في طريق مرهق وضغط كبير وملاحقات لامتناهية معظم أيامنا في الوصول إلى تحقيقها؟

وربما لهذا السبب يقع الكثير منّا في فخ التأجيل لأخذ الخطوة الحامسة والإجراءات التي ستقربنا لهذه الأهداف، أيضاً نفقد قدرتنا لاحقاً على مجاراة نفس النسق الحماسي الذي بدأنا به، نتوقف لنبحث عن هدف آخر حتى لو كان الدافع داخلنا تجاه الهدف السابق قوي.

فضلاً عن الشعور بالتوتر والضغط العالي إن تأخر وصولنا لتحقيق هذه الأهداف، كأننا نحتاج مزيد من التوتر في حياتنا، وقد لاحظت الكثير من هذه الأمثلة في فترة الحجر المنزلي، فقد وضع معظمنا أهدافاً فردية أو جماعية مع أصدقائه لإنهاء تعلم لغة معينة أو مهارة محددة مثلاً وبعد شهر حين لم يجد نفسه قادراً على أن يجاري هذا الهدف يحبط ويسمي نفسه فاشلاً أو غير ملتزم إلخ..

صادفت مقولة لـ ألفارو موتيس اِتفق عليها المعظم حيث يقول "الهدف الذي نسعى إليه دون تقدير للعقبات، ودون خوف من المخاطر ، هو هدف لا يمكن الوصول إليه مطلقًا".

ولم أتفق مع هذا فأنا أرى أن السعي وراء الأهداف دون حاجتنا لأخذ مواقف حاسمة ووضع أنفسنا تحت ضغط إلزامي سيضيف متعة أكبر للطريق، ومتعة الطريق في تحقيق الهدف هو ما سيجعلنا نستمر مهما كانت النتائج، إن فشلنا سنحاول مجدداً وإن نجحنا سنشعر بالمجد والسعادة، وحسب دراسة قام بها باحث جامعي أمريكي فإن 43% من الأشخاص الذين يشعرون بالمتعة في طريق تحقيق أهدافهم دون ضغط هم الأكثر نجاحاً.

أما الإصرار على خوض الطريق بصعوبة وإرهاق وجهد مضاعف قد يؤدي إلى ضغط غير مَحمودَ العواقب، فأكثر حالات الاكتئاب تحصل للأشخاص حين يفشلون بتحقيق أهدافهم فيعزفون عن التجربة مرة أخرى، وحين ينجحون لا يشعرون بالاستمتاع الكامل نتيجة ما قاسوه وتعرضوا له من ظروف نفسية أو جسدية صعبة.

وكما يقول ألبرت هوبارد في مقولته الشهيرة "لا تأخذ الحياة بجدية كبيرة فأنت لن تتمكن من الخروج منها على قيد الحياة"

إذاً هل يمكننا القول أن أخذ الأهداف بجدية أقل يساعد في تحقيقها أكثر من لو تم أخذها على محمل الجد؟ وأي مبدأ تتبع في طريق تحقيقك أهدافك الخاصة؟